[فصل: في ذكر معاني الحروف.]
  (٢) والسببية، نحو: {لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ}(١).
  (٣) والمصاحبة، نحو: {قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ}(٢).
  (٤) والاستعلاء، نحو: {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}(٣).
  (٥) والمقايسة، نحو: {فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}(٤).
  (٦) وبمعنى الباء، نحو:
  [٢٩٧] -
  بصيرون في طعن الأباهر والكلى
(١) سورة النور، الآية: ١٤، والذي أفاضوا فيه هو كلامهم في حديث الإفك، والحديث والكلام لا يمسهما العذاب، لا جرم كانت (في) دالة على أن الحديث والكلام سبب لمس العذاب الأليم.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٣٨.
(٣) سورة طه، الآية: ٧١، والذين ذهبوا إلى أن (في) تأتي للاستعلاء هم الكوفيون وتبعهم القتبي في هذا، وأما غيرهم فذهبوا إلى أن في هذه الآية الكريمة استعارة تبعية حاصلها أنه شبه تمكن المصلوب على الجذع بظرفية المظروف في الظرف، ومثل هذه الآية الكريمة قول سويد بن أبي كاهل:
وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا
(٤) سورة التوبة، الآية: ٣٨.
[٢٩٧] - هذا الشاهد من كلام زيد الخير، وكان يعرف في الجاهلية بزيد الخيل، فلما أسلم سماه النبي ﷺ زيد الخير، وهذا الذي ذكره المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
ويركب يوم الرّوع منّا فوارس
اللغة: (يوم الروع) اليوم الذي يفزع الناس فيه، وأراد به يوم الحرب (فوارس) جمع فارس، وهو من الألفاظ التي جاءت على فواعل من جمع فاعل وهو وصف لمذكر عاقل (بصيرون) عارفون (الأباهر) جمع أبهر - بوزن جعفر - وهو عرق من المقاتل مكانه في الظهر (والكلى) جمع كلوة أو كلية، ولكل حيوان كليتان.
الإعراب: (ويركب) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، يركب: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (يوم) ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية منصوب بيركب، وعلامة نصبه الفتحة =