أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب حروف الجر

صفحة 41 - الجزء 3

  والرابع: التعليل، نحو: {وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ}⁣(⁣١) أي:

  لأجله⁣(⁣٢).


= (دياني) الديان: صيغة مبالغة من (دان فلانا فلانا) إذا أخضعه لنفسه وملك أمره، وكان بيده جزاؤه (تخزوني) تسوسني وتقهرني.

الإعراب: (لاه) مجرور بحرف جر محذوف على ما هو مذهب سيبويه، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (ابن) مبتدأ مؤخر، وابن مضاف وعم من (عمك) مضاف إليه، وعم مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه (لا) نافية (أفضلت) أفضل:

فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب وتاء المخاطب فاعله (في حسب) جار ومجرور متعلق بأفضل (عني) جار ومجرور متعلق بأفضل أيضا (ولا) الواو حرف عطف، لا؛ حرف نفي (أنت) ضمير منفصل مبتدأ (دياني) ديان: خبر المبتدأ، وياء المتكلم مضاف إليه (فتخزوني) الفاء حرف عطف. تخزو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به لتخزو، مبني على السكون في محل نصب.

الشاهد فيه: استشهد المؤلف بهذا البيت على أن (عن) في قول الشاعر (لا أفضلت في حسب عني) معناها الاستعلاء بمنزلة على، وقد ذكر مثل ذلك في كتابه مغني اللبيب، قال: (لأن المعروف أن يقال: أفضلت عليه) اه. وقد سبقه إلى ذلك يعقوب بن السكيت في كتابه إصلاح المنطق وابن قتيبة في كتابه أدب الكاتب.

وجوز المحقق الرضي هذا الوجه ووجها آخر حاصله أن يكون (عن) باقيا على أصله، ويكون الشاعر قد ضمن (أفضل) معنى تجاوز حيث قال (يجوز أن يكون أفضلت مضمنا معنى تجاوزت في الفضل، وأن يجعل عن بمعنى على) اه.

وفيه شاهد آخر، وذلك في قوله (لاه) لأن أصله (للّه) فحذف لام الجر، وأبقى عملها، ثم حذف لام (ال) من لفظ الجلالة، وهذا إنما يتم على قول سيبويه الذي قدمنا بيانه في لغة البيت.

(١) سورة هود، الآية: ٥٣، وخرج الزمخشري هذه الآية الكريمة على التضمين، وقدره بما نحن بتاركي آلهتنا صادرين عن قولك.

(٢) وقد بقي من معاني (عن) التي ذكرها النحاة ولم يذكرها المؤلف خمس معان:

الأول: أن تكون بمعنى (من) نحو قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ} أي منهم. =