أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[خمسة أحرف تأتي أسماء، وهي الكاف، وعن، وعلى، ومذ، ومنذ]

صفحة 49 - الجزء 3

  [٣٠٣] -

  يضحكن عن كالبرد المنهمّ


= كما ستسمع فيما نرويه لك من الشواهد.

قال أبو رجاء عفا اللّه تعالى عنه: وهذا الرد في غاية الضعف؛ لوجهين: الأول: أنه لا يلزم من تخلف علامة معينة من علامات الاسمية عدم اسمية الكلمة؛ لجواز أن تكون علامة اسميتها غير هذه العلامة كعود الضمير إليها، والوجه الثاني: أنه سمع فعلا دخول حرف الجر على الكاف، ومنه ما استشهد به ابن هشام نفسه من قول العجاج:

يضحكن عن كالبرد المنهم

وما سنذكره من الشواهد في شرح الشاهد رقم ٣٠٣ الآتي بعد هذه الكلمة.

[٣٠٣] - هذا الشاهد من كلام العجاج بن رؤبة الراجز المشهور، وهو يصف فيه نسوة، وقبل هذا البيت قوله:

ولا تلمني اليوم يا ابن عمّي ... عند أبي الصّهباء، أقصى همّي

بيض ثلاث كنعاج جمّ ... يضحكن عن كالبرد المنهمّ

تحت عرانين أنوف شمّ

اللغة: (أبو الصهباء) كنية رجل، و (أقصى همي بيض) جملة من مبتدأ وخبر، ومنه تعلم فساد إعراب الشيخ خالد، و (نعاج) جمع نعجة، وبها تكني العرب عن المرأة، وبها فسر قوله تعالى: {إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ} و (جم) بضم الجيم - جمع جماء، وهي التي لا قرن لها، و (يضحكن عن كالبرد - البيت) البرد - بفتح الباء والراء جميعا - حب الغمام، وهو ما ينزل من السحاب شبه الحصى الصغار، ويقال له (حب المزن) أيضا (المنهم) الذائب، قال الجوهري (انهم البرد والشحم: ذاب) شبه ثغر النساء بالبرد الذائب في الجلاء واللطافة (تحت عرانين أنوف شم) العرانين: جمع عرنين، وهو ما تحت مجتمع الحاجبين من الأنف، والشم - بضم الشين وتشديد الميم - جمع أشم، وهو وصف من الشمم، والشمم - بفتح الشين والميم الأولى جميعا - ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه، فإن كان ثمة احديداب فهو القنا، والأنف أقنى.

الإعراب: (يضحكن) يضحك: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة لا محل له من الإعراب، ونون النسوة العائد على النعاج فاعله مبني على الفتح في محل رفع، والجملة من الفعل المضارع وفاعله في محل رفع صفة ثانية لبيض ثلاث، والصفة الأولى هي متعلق الجار والمجرور في قوله (كنعاج جم) وقوله (عن) حرف جر =