أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[خمسة أحرف تأتي أسماء، وهي الكاف، وعن، وعلى، ومذ، ومنذ]

صفحة 52 - الجزء 3

  وقوله:

  [٣٠٥] -

  غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها


= الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول لأرى، وهذه الأفعال القلبية تختص من بين سائر الأفعال بأن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين لشيء واحد كما هنا؛ فإن الفاعل والمفعول ضميران للمتكلم، وغيرها من الأفعال لا يجوز فيه ذلك؛ فلا تقول: ضربتني ولا أكرمتني - بتاء المتكلم - وإن أردت هذا المعنى قلت: ضربت نفسي وأكرمت نفسي، كما قال أبو الطيب المتنبي:

وأكرم نفسي إنّني إن أهنتها ... وحقّك لم تكرم على أحد بعدي

(للرماح) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من دريئة الآتي، وكان أصله وصفا، فلما تقدم أعرب حالا (دريئة) مفعول ثان لأرى منصوب بالفتحة الظاهرة (من) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عن) اسم بمعنى جهة أو جانب أو نحو ذلك مبني على السكون في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلق بفعل دل عليه قوله (أراني للرماح دريئة) وكأنه قد قال: تجيئني هذه الرماح من جهة يميني تارة، وعن مضاف ويمين من (يميني) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم، ويمين مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (تارة) ظرف متعلق بذلك الفعل المحذوف المدلول عليه بما تقدم (وأمامي) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أمام: معطوف على يميني، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتي بها لأجل مناسبة ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.

الشاهد فيه: قوله (من عن يميني) فإن عن في هذه العبارة اسم بمعنى جانب أو جهة، بدليل دخول حرف الجر عليه وهو من، وقد علم أن حرف الجر لا يتصل إلا بالأسماء.

ومثل هذا البيت في دخول من على عن قول مزاحم العقيلي يصف قطاة، وهو الشاهد الآتي رقم ٣٠٥، وقد تدخل على عليها كما في قول الشاعر الذي سبقت الإشارة إليه في ص ٥١.

على عن يميني مرّت الطّير سنّحا ... وكيف سنوح واليمين قطيع

[٣٠٥] - هذا الشاهد من كلام مزاحم بن الحارث العقيلي، يصف قطاة، وما ذكره المؤلف صدر =