أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: ما تقدر فيه الحركات الثلاث وما تقدر فيه حركتان من الأسماء، وما تقدر فيه حركتان، وما تقدر فيه حركة واحدة من الأفعال]

صفحة 74 - الجزء 1

  فضرورة.

  وأما قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}⁣(⁣١) في قراءة قنبل فقيل «من» موصولة وتسكين «يصبر» إما لتوالي حركات الباء والراء والفاء والهمزة، أو على أنه وصل بنية الوقف، وإما على العطف على المعنى؛ لأن من الموصولة بمعنى الشرطية لعمومها وإبهامها.

  تنبيه: إذا كان حرف العلة بدلا من همزة كيقرأ ويقرئ ويوضؤ، فإن كان الإبدال بعد دخول الجازم فهو إبدال قياسيّ⁣(⁣٢)، ويمتنع حينئذ الحذف لاستيفاء الجازم مقتضاه، وإن كان قبله فهو إبدال شاذ⁣(⁣٣)، ويجوز مع الجازم الإثبات والحذف، بناء على الاعتداد بالعارض وعدمه وهو الأكثر.

[فصل: ما تقدر فيه الحركات الثلاث وما تقدر فيه حركتان من الأسماء، وما تقدر فيه حركتان، وما تقدر فيه حركة واحدة من الأفعال]

  فصل: وتقدّر الحركات الثلاث في الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة نحو: الفتى والمصطفى، ويسمى معتلّا مقصورا.

  والضمة والكسرة في الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها نحو: المرتقي والقاضي، ويسمّى منقوصا.

  وخرج بذكر الاسم نحو: يخشى، ويرمي، وبذكر اللّزوم نحو: «رأيت أخاك» و «مررت بأخيك»، وباشتراط الكسرة، نحو: ظبي وكرسيّ⁣(⁣٤).

  وتقدّر الضمة والفتحة في الفعل المعتلّ بالألف نحو: «هو يخشاها» و «لن يخشاها».


(١) سورة يوسف، الآية: ٩٠.

(٢) لأنك حينئذ تقلب الهمزة الساكنة حرف علة من جنس حركة ما قبلها، ونظيره «فأر، ورأل» فإن العرب تسهلهما فتقول: فار، ورال.

(٣) لأنك حينئذ تقلب الهمزة المتحركة المتحرك ما قبلها.

(٤) المراد بنحو يخشى ويرمي كل فعل مضارع كان آخره ألفا أو ياء والمراد بنحو رأيت أخاك ومررت بأخيك كل اسم كان آخره ألفا غير لازمة أو كان آخره ياء غير لازمة كالأسماء الستة والمثنى والمراد بنحو ظبي كل اسم كان آخره ياء ليس قبلها فتحة بل كان قبل الياء حرف ساكن نحو ظبي ورمي وبغي ونفي ونهي.