أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب حروف الجر

صفحة 71 - الجزء 3

  وقد يحذف غير (ربّ) ويبقى عمله، وهو ضربان:

  (١) سماعيّ، كقول رؤبة: (خير والحمد للّه) جوابا لمن قال له: كيف أصبحت⁣(⁣١)؟.

  (٢) وقياسيّ، كقولك⁣(⁣٢): (بكم درهم اشتريت ثوبك) أي: بكم من درهم؟؛


= المرتبة الأولى: أن يكون ذلك بعد الواو، وذلك كثير في كلام العرب، وفيه خلاف البصريين والكوفيين الذي ذكرناه (ص ٦٧).

الثانية: أن يكون ذلك بعد الفاء، وهذا كثير في نفسه، وإن لم يبلغ مبلغ المرتبة الثالثة: أن يكون ذلك بعد بل، وهذا دون المرتبتين السابقتين.

الرابعة: أن يكون ذلك من غير أن يقع حرف من هذه الأحرف الثلاثة موقع رب.

(١) قد ذكر المؤلف فيما مضى شاهدا على حذف حرف الجر وإبقاء عمله وهو الشاهد رقم (٢٣٥) وقد ذكر المؤلف في معاني الكاف أنه قد قيل لبعضهم: كيف أصبحت! فقال:

كخير، يريد أصبحت على خير.

(٢) يعمل حرف الجر وهو محذوف قياسا في ثلاثة عشر موضعا، ذكر المؤلف | منها ثلاثة: وبقي عليه عشرة:

الأول: لفظ الجلالة في القسم بدون عوض، نحو (اللّه لأفعلن).

الثاني: في جواب سؤال اشتمل على حرف مثل الحرف المحذوف، نحو (زيد) في جواب من قال (بمن اهتديت).

الثالث: في العطف على ما تضمن مثل الحرف المحذوف إذا كان العطف بحرف منفصل بلو، كقول الشاعر:

متى عذتم بنا ولو فئة منّا

الرابع: أن يكون المجرور معطوفا على آخر بحرف منفصل بلا، كقول الشاعر:

ما لمحبّ جلد أن يهجرا ... ولا حبيب رأفة فيجبرا

الخامس: أن يكون المجرور مقرونا بهمزة استفهام بعد كلام تضمن مثل الحرف المحذوف، نحو قولك (أزيد بن عمرو) جوابا لمن قال (اهتديت بزيد).

السادس: أن يكون المجرور مسبوقا بهلا بعد كلام اشتمل على مثل الحرف المحذوف، نحو (هلا رجل يعتمد عليه) بعد قول القائل (تمسكت بخالد).

السابع: أن يكون المجرور مسبوقا بأن، وفي الكلام السابق عليه مثل الحرف =