أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[نوع يفيد تخصص المضاف دون تعرفه]

صفحة 78 - الجزء 3

  وضابط التي بمعنى (في): أن يكون الثاني ظرفا للأول، نحو: {مَكْرُ اللَّيْلِ}⁣(⁣١)، و {يا صاحِبَيِ السِّجْنِ}⁣(⁣٢).

  والتي بمعنى (من): أن يكون المضاف بعض المضاف إليه وصالحا للإخبار به عنه، ك (خاتم فضّة)، ألا ترى أن الخاتم، بعض جنس الفضة، وأنّه يقال: هذا الخاتم فضة.

  فإن انتفى الشرطان معا، نحو: (ثوب زيد) و (غلامه)، و (حصير المسجد)، و (قنديله)، أو الأوّل فقط، نحو: (يوم الخميس)، أو الثاني فقط، نحو: (يد زيد)، فالإضافة بمعنى لام الملك والاختصاص.

[فصل: الإضافة على ثلاثة أنواع:]

  فصل: والإضافة على ثلاثة أنواع:

[نوع يفيد تعرف المضاف،]

  (١) نوع يفيد تعرّف المضاف بالمضاف إليه إن كان معرفة، ك (غلام زيد)، وتخصّصه به إن كان نكرة، ك (غلام امرأة)، وهذا النّوع، هو الغالب.

[نوع يفيد تخصّص المضاف دون تعرفه]

  (٢) ونوع يفيد تخصّص المضاف دون تعرفه⁣(⁣٣)، وضابطه: أن يكون المضاف


= والذي أحب أن أنبهك إليه هو أن الإضافة - عند القائلين بأنها على معنى حرف - قد يصلح في بعض الأمثلة أن يكون على تقدير حرفين باعتبارين، وخذ لذلك مثلا قولك (حصير المسجد) و (قنديل الدار) فقد مثلنا كما مثل العلماء بهذين المثالين لما تكون الإضافة فيه على معنى لام الاختصاص، ولكون المضاف إليه في كل منهما ظرفا للمضاف يصح أيضا أن تكون على معنى في، فاعرف ذلك.

(١) سورة سبأ، الآية: ٣٣.

(٢) سورة يوسف، الآية: ٣٩ و ٤١.

(٣) المراد بالتخصص تقليل الشيوع، ألا ترى أن كلمة (غلام) وكلمة (كتاب) عامتان بحيث يشمل الغلام غلام الرجل وغلام المرأة، وبحيث يشمل الكتاب كتاب الطالب وكتاب الأستاذ وكتاب غيرهما، فإذا قلت (غلام رجل) قل شيوعه فصار لا يشمل غلام المرأة، ولم يبلغ درجة التعين الذي تفيده الإضافة إلى المعرفة، وإذا قلت «كتاب طالب» قل شيوعه فصار لا يشمل كتاب الأستاذ ولا كتاب غير الطالب والأستاذ، ولم يبلغ درجة =