أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 81 - الجزء 3

  ودخول (ربّ) عليه في قوله:

  [٣١٨] -

  يا ربّ غابطنا لو كان يطلبكم


= تزوجها، والضمير في (به) يعود إلى تأبط شرا (حوش الفؤاد) هو بضم الحاء المهملة، ومعنى هذا المركب الإضافي حديد القلب جريء الجنان، وقوله (مبطنا) معناه ضامر البطن، وقوله (سهدا) - بزنة عنق - معناه قليل النوم، و (الهوجل) هو الثقيل الكسلان، أو الأحمق.

المعنى: يقول: إن هذا الفتى - الذي هو تأبط شرا - قد ولدته أمه ذكي القلب حديده ضامر البطن خميصه، لا ينام الليل إذا نام الكسلان.

الإعراب: (فأتت) الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب أتى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهوره التعذر لا محل له من الإعراب، وتاء التأنيث حرف دال على تأنيث المسند إليه لا محل له من الإعراب (به) جار ومجرور متعلق بأتى (حوش) حال من الضمير المجرور محلا بالباء منصوب بالفتحة الظاهرة، وحوش مضاف و (الفؤاد) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (مبطنا) حال ثانية من الضمير المجرور محلّا بالباء منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (سهدا) حال ثالثة (إذا) ظرف زمان متعلق بسهد مبني على السكون في محل نصب (ما) حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب (نام) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (ليل) فاعل نام مرفوع بالضمة الظاهرة، وليل مضاف و (الهوجل) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة (نام ليل الهوجل) في محل جر بإضافة إذا إليها.

الشاهد فيه: قوله (حوش الفؤاد) فإنه أضاف الصفة المشبهة التي هي (حوش) إلى فاعلها، وهو قوله (الفؤاد) فلم تستفد بهذه الإضافة تعريفا، بدليل مجيئها حالا من الضمير المجرور بالباء في قوله (به) وقد علمت أن الحال في الأصل لا يكون إلا نكرة، وأن مجيئها معرفة خلاف الأصل، والأصل أن يحمل الكلام على ما هو الأصل في أمثاله.

[٣١٨] - هذا الشاهد من كلمة لجرير بن عطية يهجو فيها الأخطل النصراني التغلبي، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

لاقى مباعدة منكم وحرمانا

اللغة: (غابطنا) الغابط: اسم فاعل من الغبطة - بكسر فسكون - وهي أن يتمنى الإنسان =