هذا باب الإضافة
= مثل حال غيره من غير أن يتمنى زوال ما عند غيره من الخير، وقال الأعلم؛ هو من الغبطة وهي السرور، أي: رب شخص يطلب مسرتنا بطلبه معروفنا، ولو طلب ما عندكم لبوعد وحرم (مباعدة) أراد بعدا عنكم (حرمانا) - بكسر فسكون - أحد مصادر قولك (حرمت فلانا كذا أحرمه) - من باب ضرب - إذا منعته.
المعنى: يقول لأحبائه: كثير من الناس يغبطوني على محبتي لكم وولوعي بكم ويتمنون أن لو كانوا في مكاني؛ لأنهم يظنون أن سينالون منكم جزاء هيامهم وكفاء غرامهم، وهم يحسبون أني أنال منكم شيئا من ذلك، ولو أنهم وصلوا حبالهم بحبالكم وعرفوا حقيقة ما يناله محبكم من الجفاء والقسوة لما غبطوني ولما تمنوا هذه الأماني.
الإعراب: (يا) حرف تنبيه، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أو هو حرف نداء والمنادى به محذوف، والتقدير: يا هؤلاء رب غابطنا - الخ (رب) حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (غابطنا) غابط: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد، وغابط مضاف. ونا: مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (لو) حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (كان) فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غابطنا (يطلبكم) يطلب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم كان، وضمير المخاطبين مفعول به، وجملة الفعل المضارع مع فاعله ومفعوله في محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمها وخبرها شرط لو (لاقى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غابطنا (مباعدة) مفعول به للاقى، منصوب بالفتحة الظاهرة (منكم) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمباعدة (وحرمانا) الواو حرف عطف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، حرمانا:
معطوف على مباعدة منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة لاقى وفاعله ومفعوله لا محل لها جواب لو، وجملة لو وشرطها وجوابها في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو مجرور لفظا برب.
الشاهد فيه: قوله (رب غابطنا) حيث جر اسم الفاعل وهو (غابط) المضاف إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه أو معه غيره، برب، وأنت قد علمت أن (رب) تختص -