أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 103 - الجزء 3

  وقوله:

  [٣٢٧] -

  والذّئب أخشاه إن مررت به ... وحدي ...


= اسمه مبني على الفتح في محل رفع (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني على السكون في محل نصب متعلق بكان الناقصة (كنت) فعل تام وفاعل، أو فعل ناقص واسمه، وعليه يكون خبره محذوفا، والتقدير: كنت موجودا، وجملة كان الثانية واسمها وخبرها أو هي وفاعلها في محل جر بإضافة إذ إليها (إلهي) منادى بحرف نداء محذوف، والتقدير: يا إلهي، بدليل ذكر حرف النداء في المرة الثانية في قوله: (لم يك شيء يا إلهي) (وحدكا) وحد: خبر كان الأولى، وقد جوزنا أن تكون كان الأولى فعلا تاما وضمير المخاطب فاعله، وعليه يكون قوله: (وحدكا) حالا من ضمير المخاطب، وهذا هو الأظهر، وعلى كل حال فهو مصدر موضوع موضع الوصف، فهو مؤول بمنفرد - أو متوحد - كما مضى في باب الحال (لم) حرف نفي وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يك) فعل مضارع تام مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف (شيء) فاعل يك مرفوع بالضمة الظاهرة (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (إلهي) إله: منادى منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المأتي بها لمناسبة ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر (قبلكا) قبل: ظرف متعلق بيك؛ فإن جعلت يك فعلا ناقصا فشئ اسمه، وهذا الظرف متعلق بمحذوف خبره، وقبل مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.

الشاهد فيه: قوله: (وحدكا) حيث أضاف لفظ (وحد) إلى ضمير المخاطب.

[٣٢٧] - هذا الشاهد من كلام الربيع بن ضبع الفزاري، وما ذكره المؤلف قطعة من بيت من المنسرح، وهو بتمامه مع بيت سابق عليه هكذا:

أصبحت لا أحمل السّلاح، ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا

والذّئب أخشاه إن مررت به ... وحدي، وأخشى الرّياح والمطرا

يقول هذين البيتين وقد طالت سنه وأصابه ضعف الكبر، وقد زعموا أنه عاش ثلاثمائة سنة وأربعين سنة.

الإعراب: (الذئب) الرواية فيه بالنصب؛ فهو مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وتقدير الكلام: وأخشى الذئب أخشاه - إلخ (أخشاه) أخشى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا =