أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 106 - الجزء 3

  وعامله وعامل لبّيك من معناهما، والبواقي من لفظهما.

  وتجويز سيبويه في (هذاذيك) في البيت، وفي (دواليك) من قوله:

  [٣٢٩] -

  دواليك حتّى كلّنا غير لابس


= لحومهم إلى عروقهم التي يسيل منها الدم بلا انقطاع.

الإعراب: (ضربا) يجوز فيه وجهان؛ أحدهما: أن يكون مفعولا به لفعل محذوف: أي نجزيهم ضربا. بدليل أن قبله.

تجزيهم بالطعن فرضا فرضا

والثاني: أن يكون مفعولا مطلقا منصوبا بفعل محذوف، وتقديره: اضرب ضربا (هذاذيك) مفعول مطلق لفعل محذوف يقدر من معناه، وكأنه قد قال: اقطع قطعا أو أسرع إسراعا، منصوب بالياء المفتوح ما قبلها لأنه مثنى، وهو مضاف وكاف المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (وطعنا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وطعنا: معطوف على ضربا منصوب بالفتحة الظاهرة (وخضا) نعت لطعن منصوب بالفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: (هذاذيك) حيث أضاف هذا اللفظ إلى ضمير المخاطب، وهو مفعول مطلق لفعل من معناه: أي أسرع هذاذيك، وليس يصح أن يكون حالا، خلافا لسيبويه، كما قال المؤلف؛ لما سنذكره قريبا.

[٣٢٩] - هذا الشاهد من كلام سحيم عبد بني الحسحاس، والذي ذكره المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

إذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله

وأنشده سيبويه (١/ ١٧٥) ولكنه روى عجزه هكذا:

دواليك حتّى ليس للبرد لابس

وقبل البيت المستشهد به قوله:

كأنّ الصّبيريّات وسط بيوتنا ... ظباء تبدّت من خلال المكانس

فكم قد شققنا من رداء منيّر ... على طفلة ممكورة غير عانس

وهنّ بنات القوم إن يظفروا بنا ... يكن في ثبات القوم إحدى الدّهارس

وقد أنشد الخالديان في الأشباه والنظائر ٥٨ البيت الثاني من هذه الأبيات يتبعه بيت الشاهد مع تغيير في بعض الألفاظ، وجاءا بثلاثة أبيات (١/ ٢٤) ثالثها بيت الشاهد، =