هذا باب الإضافة
  وقوله فيه وفي أخواته: إن الكاف لمجرد الخطاب مثلها في (ذلك) مردود أيضا؛ لقولهم (حنانيه) و (لبّي زيد) ولحذفهم النون، لأجلها، ولم يحذفوها في (ذانك) وبأنها، لا تلحق الأسماء التي لا تشبه الحرف.
  وشذّت إضافة لبّي إلى ضمير الغائب، في نحو قوله:
= نحو (ذانك) و (تانك) فعلمنا أن اسم الإشارة ليس مضافا إلى الكاف الملحقة به، ولزم أن تكون الكاف حرفا، كما علمنا من حذف النون من (دواليك) وأخواته أنه مضاف إلى الكاف، ولزم أن تكون الكاف فيه اسما.
والوجه الثالث: أنا علمنا باستقراء كلام العرب أنهم يلحقون الكاف الحرفية، بالأسماء التي تشبه الحروف مثل أسماء الإشارة في نحو ذلك وتلك وذانك وتانك، ومثل الضمائر في نحو (إياك) ولم نجدهم ألحقوا هذه الكاف باسم غير مشبه للحرف، ولا شك أن (دواليك) وأخواته أسماء لا تشبه الحرف، فلم يكن لنا أن نقر شيئا يخرج عن مجرى كلامهم.
وقولنا: إن الكاف في (إياك) وأخواتها حرف خطاب مبني على مذهب سيبويه وجماعة من البصريين والكوفيين، وهو الراجح من أربعة مذاهب ذكرناها لك في مباحث الضمير في الجزء الأول من هذا الكتاب (ص ٨٩ والتي بعدها).
فإن قلت: فإذا كانت الكاف في (دواليك) ضمير الخطاب على ما تختاره، فما موضعها من الإعراب!.
فالجواب على ذلك أن نقول لك: هي أولا في محل جر بإضافة المصدر المثنى إليها، ولها محل آخر هو الرفع أو النصب، وذلك لأن المصدر يضاف إلى فاعله ويضاف إلى مفعوله، فإن اعتبرت الكاف فاعل المصدر فهي في محل رفع، وإن اعتبرتها مفعول المصدر فهي في محل نصب.
فإن قلت: وهل أعتبرها فاعل المصدر أو أجعلها مفعول المصدر؟.
فالجواب عن ذلك أن نقول لك: إن النحاة يذكرون أن هذه الكاف في موضع نصب على أنها مفعول المصدر، ولا نرى لك أن تطرد هذا الكلام في الكافات كلها بل نلزمك أن ترجع إلى المعنى المقصود بالكلام، ألا ترى أن من يقول لطالبه: (لبيك وسعديك) إنما يريد أني أجيبك إجابة متكررة وأسعدك إسعادا متكررا، فتكون الكاف للمفعول، وقائل: (حنانيك) إنما يريد أن يقول لمخاطبه: تحنن علي وارفق بي، فالكاف لفاعل الحنان، وانظر إلى قول طرفة بن العبد للنعمان:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك، بعض الشرّ أهون من بعض