هذا باب الإضافة
  فعلى إضمار (كان) كما أضمرت هي وضمير الشأن في قوله:
  [٣٣٤] -
  ... فهلّا نفس ليلى شفيعها
= لباهلي (منها) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لولد (فذاك) الفاء واقعة في جواب إذا، وذا: اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (المذرع) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة هذا المبتدأ وخبره لا محل له من الإعراب جواب إذا الشرطية غير الجازمة الواقعة في أول البيت.
الشاهد فيه: قوله: (إذا باهلي) فإنه على تقدير (إذا كان باهلي تحته حنظلية) من قبل أن (إذا) لا يليها إلا الفعل لفظا أو تقديرا، فباهلي: اسم كان، وتحته: ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم، وحنظلية، مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر كان، كما بينا في إعراب البيت، وليس يمكن أن يكون (باهلي) فاعلا لفعل محذوف كما كان ذلك في قوله تعالى: {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ} وقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ} لأن في الآيتين فعلا متأخرا يفسر ذلك الفعل المحذوف، وليس ذلك موجودا في هذا البيت، فاعرفه.
[٣٣٤] - هذا الشاهد قد اختلف في نسبته إلى قائله؛ فقيل: هو لقيس بن الملوح المعروف بالمجنون، وقيل: هو لعبد اللّه بن الدمينة، وقيل: هو للصمة بن عبد اللّه القشيري، وقد نسبه ابن جني إلى الأخير، ونسبه ابن خلكان إلى إبراهيم بن العباس الصولي، وما ذكره المؤلف ههنا قطعة من بيت من الطويل، وهو بتمامه مع بيت تال له هكذا:
ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة ... إليّ، فهلّا نفس ليلى شفيعها
أأكرم من ليلى عليّ فتبتغي ... به الجاه أم كنت امرأ لا أطيعها
اللغة: (نبئت) بالبناء للمجهول مضعف الوسط - معناه أخبرت (أرسلت بشفاعة) الشفاعة: هي التوسل ابتغاء الخير، والذي يكون منه التوسل يسمى الشفيع، والذي أراده من الشفاعة هو الأمر الذي حمله رسولها؛ فلذلك عدى الفعل بالباء كما تعدى الوصف في قوله تعالى: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ} وكما في قول الشاعر:
لقد كذب الواشون، ما فهت عندهم ... بقول، ولا أرسلتهم برسول
أراد بالرسول الرسالة التي يبعث بها مع الرسول؛ فلذلك عدى الفعل بالباء (الجاه) المنزلة والكرامة.
الإعراب: (نبئت) نبئ: فعل ماض ينصب ثلاثة مفاعيل مبني للمجهول مبني على فتح =