هذا باب الإضافة
  إذ المعنى أيّنا.
  ولا تضاف (أيّ) الموصولة إلّا إلى معرفة، نحو: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}(١)، خلافا لابن عصفور، ولا (أيّ) المنعوت بها والواقعة حالا إلّا لنكرة ك (مررت بفارس أيّ فارس) و (بزيد أيّ فارس).
  وأما الاستفهامية والشرطية فيضافان إليهما نحو: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها}(٢) {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}(٣) {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ}(٤) وقولك (أيّ رجل جاءك فأكرمه)(٥).
(١) سورة مريم، الآية: ٦٩.
(٢) سورة النمل، الآية: ٣٨.
(٣) سورة القصص، الآية: ٢٨.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ١٨٥.
(٥) حاصل ما ذكره المؤلف في هذه المسألة أن لفظ (أي) يأتي في العربية على خمسة أنواع: الأول الوصفية، والثاني الحالية، والثالث الموصولة، والرابع الشرطية، والخامس الاستفهامية، وأنها في هذه المعاني كلها على ضربين:
الضرب الأول: ما يجب أن يضاف لفظا، وهو اثنان: الوصفية، والحالية، فكل من الموصوف بها والواقعة حالا لا يجوز قطعه في اللفظ عن الإضافة، وكل منهما لا يضاف إلا إلى النكرة، لأن الوصفية إنما تقع وصفا للنكرة ووصف النكرة ومثله الحال لا يكونان إلا نكرتين، فمثال الوصفية (مررت بفارس أي فارس) بجر أي على أنه نعت لفارس، ومثال الواقعة حالا (مررت بخالد أي فارس) بنصب أي على الحال.
والضرب الثاني: ما يجوز قطعه في اللفظ عن الإضافة، وهو ثلاثة: الموصولة، والاستفهامية، والشرطية.
فأما الموصولة فإن أضيفت لفظا فلا يجوز أن تضاف إلا إلى المعرفة، وذلك لأنها بمعنى الذي، وهو معرفة، فمثال إضافتها قوله تعالى: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ} ومثال قطعها في اللفظ عن الإضافة (اضرب أيّا هو أفضل).
وأما الاستفهامية والشرطية فكل منهما يجوز أن يقطع عن الإضافة، أما الاستفهامية فنحو أن تقول: ضربت رجلا، فيقال لك: أيّا يا فتى، وأما الشرطية فنحو قوله تعالى:
{أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} وإذا أضيف أحد هذين النوعين جاز أن يضاف إلى =