[مما تلزم إضافته «لدن» والفرق بينها وبين عند في ستة أمور]
[مما تلزم إضافته «لدن» والفرق بينها وبين عند في ستة أمور]
  ومنها (لدن) بمعنى عند؛ إلا أنّها تختصّ بستة أمور:
  أحدها: أنها ملازمة لمبدأ الغايات، فمن ثمّ يتعاقبان في نحو: (جئت من عنده) و (من لدنه) وفي التّنزيل {آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً}(١)، بخلاف نحو: (جلست عنده)؛ فلا يجوز فيه (جلست لدنه) لعدم معنى الابتداء هنا.
  الثاني: أن الغالب استعمالها مجرورة بمن.
  الثالث: أنّها مبنية إلا في لغة قيس؛ وبلغتهم قرئ {مِنْ لَدُنْهُ}(٢).
  الرابع: جواز إضافتها إلى الجمل، كقوله:
  [٣٤٢] -
  لدن شبّ حتّى شاب سود الذّوائب
= النكرة وإلى المعرفة، والسر في ذلك أن أيّا الاستفهامية وأيّا الشرطية اسم يعم جميع الأوصاف، وإما أن يراد تعميم أوصاف جنس من الأجناس فتضاف إلى النكرة، وإما أن يراد تعميم أوصاف ما هو متشخص بطريق من طرق التعريف فتضاف إلى المعرفة، وقد مثل المؤلف لإضافة الشرطية إلى المعرفة بالآية الكريمة {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} وإلى النكرة بقوله (أي رجل جاءك فأكرمه) ومثل لإضافة الاستفهامية إلى المعرفة بقوله تعالى: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها} وإلى النكرة بقوله سبحانه {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ}.
(١) سورة الكهف، الآية: ٦٥.
(٢) سورة النساء، الآية: ٤٠، سورة الكهف، الآية: ٢، وزعم أبو علي الفارسي أن لدن في الآية على هذه القراءة مبنية، وأن الكسرة للتخلص من التقاء الساكنين: سكون الدال، وسكون النون لأجل البناء الذي تبنى عليه لدن.
[٣٤٢] - هذا الشاهد من كلام القطامي، واسمه عمير بن شييم، وما ذكره المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
صريع غوان شاقهنّ وشقنه
اللغة: (صريع غوان) الغواني: جمع غانية، وأصل الغانية اسم فاعل من غني فلان بالمكان يغنى به، على وزن رضي يرضى، ومعناه أقام بالمكان لم يبرحه، ثم أطلق على المرأة الحسناء، وكأنهم لحظوا أنها لا تبرح خدرها ولا تفارقه لطلب حاجة لأنها مكفية بمن يعولها، ويقال: الغانية مأخوذة من الغنى بمعنى عدم الحاجة وأنها سميت =