أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 132 - الجزء 3

  الخامس: جواز إفرادها قبل (غدوة)⁣(⁣١) فتنصبها: إما على التمييز، أو على التّشبيه بالمفعول به، أو على إضمار (كان) واسمها، وحكى الكوفيون رفعها على إضمار (كان) تامة، والجرّ القياس والغالب في الاستعمال⁣(⁣٢).


= الفعلين وهما شاقهن وشقنه، وتقدير الكلام: شاقهن وشقنه من وقت شبابه إلى وقت شيب ذوائبه.

الشاهد فيه: قوله: (لدن شب) حيث أضاف لفظ (لدن) إلى جملة (شب) وفاعله المستتر فيه جوازا.

(١) إفرادها: أي قطعها عن الإضافة، ومن شواهد ذلك قول الشاعر، وهو أبو سفيان بن الحارث:

وما زال مهري مزجر الكلب منهم ... لدن غدوة حتى دنت لغروب

(٢) حاصل ما ذكره المؤلف من وجوه الإعراب المنقولة عن النحاة في كلمة (غدوة) الواقعة بعد لدن - أنه يجوز في لفظ (غدوة) الحركات الثلاث: الجر، والرفع، والنصب.

فأما الجر فعلى أن تكون (لدن) ظرفا مبنيا على السكون في محل نصب، وهو مضاف و (غدوة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهذا الوجه هو الغالب في استعمال هذا اللفظ، وهو الذي يقتضيه القياس، فيكون أعلى الوجوه.

وأما رفع (غدوة) فوجهه أن تقدر (كان) التامة بعد (لدن) ويكون (غدوة) مرفوعا على أنه فاعل كان المقدرة، أي لدن كانت غدوة - أي حدثت غدوة - وظاهر كلام ابن جني أن الرافع لغدوة هو لدن، وهو عنده مرفوع على التشبيه بالفاعل، وليس ذلك غريبا من ابن جني الذي يقول: إن العامل في المنادى هو حرف النداء لأنه نائب عن أدعو، هذا، مع أن القائلين بنصب غدوة على التشبيه بالمفعول به لا يفترق كثيرا عن قول ابن جني إن رفع غدوة على التشبيه بالفاعل.

وأما نصب (غدوة) بعد لدن فللنحاة فيه ثلاثة أوجه، أولها أنه منصوب على التشبيه بالتمييز، الثاني أنه منصوب على التشبيه بالمفعول به، الثالث أنه منصوب على أنه خبر لكان الناقصة المحذوفة مع اسمها، وتقدير الكلام: لدن كانت الساعة غدوة.

فإن قلت: فكيف يكون غدوة منصوبا على التشبيه بالتمييز، وليس لفظ غدوة مبنيا لإبهام في لدن، ولا لإبهام في نسبة متعلقة بلدن، وقد علمنا أن التمييز لا يكون إلا رافعا لإبهام واقع في مفرد أو في نسبة؟.

فالجواب عن ذلك أن ننبهك أولا إلى أننا لم نقل إن لفظ غدوة منصوب على التمييز =