[مما تلزم إضافته «قبل وبعد» وأحوالهما، ومتى يبنيان]
[مما تلزم إضافته «قبل وبعد» وأحوالهما، ومتى يبنيان]
  ومنها (قبل) و (بعد) ويجب إعرابهما في ثلاث صور:
  إحداها: أن يصرّح بالمضاف إليه، ك (جئتك بعد الظّهر) و (قبل العصر) و (من قبله) و (من بعده).
  الثانية: أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه، فيبقى الإعراب وترك التنوين كما لو ذكر المضاف إليه، كقوله:
  [٣٤٤] -
  ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة
= بعض كتبه في الإنكار على من يقول ذلك، لكن هذا الإنكار غير مسلم له، فإن ابن مالك حكى في شرح التسهيل صحة هذه العبارة واستشهد لذلك، وحكاه أيضا ابن الحاجب، وأقره على صحته الرضى في شرح الكافية، كما أقره المجد الفيروزآبادي في كتابه (القاموس المحيط) (مادة غ ي ر) ومن شواهده قول الشاعر، وأنشده ابن مالك في باب القسم من شرح التسهيل:
جوابا به اعتمد فوربّنا ... لعن عمل أسلفت، لا غير، تسأل
[٣٤٤] - لم أعثر لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
فما عطفت مولى عليه العواطف
اللغة: (من قبل) يريد من قبل ما نحن فيه الآن (نادى) يريد استغاث ودعا، (مولى قرابة) للمولى معان كثيرة: منها ابن العم، ومنها السيد، ومنها المسود، ومنها الناصر والمعين، ومنها القريب، وهذا الأخير هو المراد هنا، والقرابة - بفتح القاف - مصدر قرب فلان لفلان، وفلان قريب من فلان، ومعناه أن نسبهما دان متصل (عطفت) أمالت أو رققت (العواطف) جمع عاطفة، وهي اسم فاعل من عطف المذكور قبل، والمراد أن الصلات والأواصر التي من شأنها أن تميل بعض الناس إلى بعض لم تكن في هذا الموضع سببا في الميل أو الأخذ بناصر الداعي.
المعنى: يصف الشاعر شدة نزلت بقوم فاستغاث كل بذوي قرابته فلم يغيثوه، واستنجدهم لدفع ما عرض له فلم ينجدوه.
الإعراب: (من) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (قبل) مجرور بمن، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله نادى الآتي، والمضاف إليه محذوف ولفظه منوي (نادى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف =