أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[مما تلزم إضافته «قبل وبعد» وأحوالهما، ومتى يبنيان]

صفحة 139 - الجزء 3

  أي: ومن قبل ذلك، وقرئ {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}⁣(⁣١)، بالجر من غير تنوين، أي من قبل الغلب ومن بعده.

  الثالثة: أن يحذف ولا ينوى شيء، فيبقى الإعراب، ولكن يرجع التنوين لزوال ما يعارضه في اللفظ والتقدير، كقراءة بعضهم {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} بالجر والتّنوين، وقوله:

  [٣٤٥] -

  فساغ لي الشّراب وكنت قبلا


= منع من ظهوره التعذر (كل) فاعل نادى مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (مولى) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ويروى غير منون فقرابة على هذا مجرور على أن مولى مضاف وقرابة مضاف إليه، ويروى مولى منونا فقرابة منصوب على أنه مفعول به لنادى منصوب بالفتحة الظاهرة (فما) حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عطفت) عطف: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء حرف دال على التأنيث (مولى) مفعول به لعطف منصوب بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر (عليه) على:

حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وضمير الغائب العائد إلى كل مولى مبني على الكسر في محل جر بعلى، ويجوز أن يكون قوله مولى حالا من الضمير المجرور محلّا بعلى، وتقدير الكلام: فما عطفت العواطف عليه حال كونه مولى: أي قريبا، والجار والمجرور متعلق بعطف (العواطف) فاعل عطفت، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: الشاهد فيه: قوله: (ومن قبل) فإن الرواية بجر (قبل) من غير تنوين: أما الجر فلأنه معرب، وأما ترك التنوين فلأن المضاف إليه منوي ثبوت لفظه، أي: ومن قبل ذلك، على نحو ما في الكتاب.

(١) سورة الروم، الآية: ٤.

[٣٤٥] - نسب العيني هذا الشاهد إلى عبد اللّه بن يعرب، والصواب أنه ليزيد بن الصعق، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:

أكاد أغصّ بالماء الحميم

وقد روى الأشموني في باب الإضافة متبعا لجماعة منهم المؤلف في بعض كتبه كالقطر عجز البيت: =