أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 140 - الجزء 3


=

أكاد أغص بالماء الفرات

وهو غير الصواب (انظر شرحنا على شواهد الأشموني وشواهد ابن عقيل).

والدليل على صحة ما ذكرناه - من أن الرواية (بالماء الحميم) - أن العلماء رووا قطعة فيها بيت الشاهد ليزيد بن الصعق رويها على حرف الميم، وقيل البيت المستشهد بصدره قوله:

ألا أبلغ لديك أبا حريث ... وعاقبة الملامة للمليم

فكيف ترى معاقبتي وسعيي ... بأذواد القصيمة والقصيم؟

وما برحت قلوصي كلّ يوم ... تكرّ على المخالف والمقيم

فنمت اللّيل إذ أوقعت فيكم ... قبائل عامر وبني تميم

اللغة: (أبا حريث) هي كنية الربيع بن زياد العبسي، وكان قد أغار على يزيد بن الصعق فاستفاء سروح بني جعفر والوحيد ابني كلاب، فحرم يزيد على نفسه الطيب والنساء حتى يغير عليه، فجمع جموعا شتى ثم أغار بهم فاستاق نعما لهم، وفي ذلك يقول هذه الكلمة (للمليم) المليم: اسم الفاعل من قولك (ألام فلان) إذا فعل ما يلام عليه (القصيمة) بضم القاف بزنة المصغر، و (القصيم) بفتح القاف - اسمان لموضعين (المخالف) هو الذي يقيم في الحي إذا خرج قومه للغارة، فعطف المقيم عليه للتفسير (ساغ لي الشراب) معناه حلا ولان وسهل مروره في الحلق، وأراد بالشراب جنس ما يشرب (أغص) مضارع من الغصص، وهو في الأصل انحباس الطعام في المريء ووقوفه في الحلق، واستعمل الغصص ههنا في موضع الشرق (الماء الحميم) هو الذي تشتهيه النفس، ويطلق في غير هذا الموضوع على الماء الحار.

الإعراب: (ساغ) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (لي) جار ومجرور متعلق بساغ (الشراب) فاعل ساغ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (وكنت) الواو واو الحال، كان: فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم اسمه، مبني على الضم في محل رفع (قبلا) ظرف زمان منصوب بكان (أكاد) فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، (أغص) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وجملة الفعل المضارع وفاعله في محل نصب خبر أكاد، وجملة أكاد واسمه وخبره في =