هذا باب الإضافة
  وقوله:
  [٣٤٦] -
  فما شربوا بعدا على لذّة خمرا
= محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره في محل نصب حال (بالماء) جار ومجرور متعلق بأغص (الحميم) صفة للماء.
الشاهد فيه: قوله (قبلا) حيث قطعه عن الإضافة بتة؛ فلم ينو لفظ المضاف إليه ولا معناه، ولذلك أعرب منونا، وهو هنا منصوب على الظرفية، وهذا التنوين عند الجمهرة من النحاة هو تنوين التمكين اللاحق للأسماء المعربة، وقبلا عندهم نكرة، ومعنى قوله (وكنت قبلا) وكنت في زمان متقدم، ولا ينوي تقدما على شيء بعينه، ولكن المراد مطلق التقدم، بخلافه في حال الإضافة حيث يكون القصد إلى التقدم على شيء معين، وكذا في حال نية الإضافة.
[٣٤٦] - نسبوا هذا الشاهد لبعض بني عقيل، ولم يعينوه، وأكثر من استشهد به من العلماء لم يعرج على نسبته. وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
ونحن قتلنا الأسد أسد شنوءة
وهذا هو الصواب في إنشاد صدر هذا البيت.
اللغة: أسد شنوءة - بفتح الهمزة - حي من اليمن أبوهم الأزد بن الغوث، ويقال فيه الأسد بن الغوث، وهم فرق، ففرقة يقال لها: أزد شنوءة، وفرقة يقال لها: أزد السراة، وفرقة يقال لها: أزد عمان، ومن هنا تعلم أن رواية العيني وغيره (ونحن قتلنا الأسد أسد خفية) تحريف واغترار بأن خفية - بفتح الخاء المعجمة وكسر الفاء وتشديد الياء - مأسدة عظيمة مشهورة، ويلزمه تحريف آخر، وهو ضم الهمزة من (الأسد) حيث حسبه جمع أسد، وقد نص العلماء على أنه يقال في الأزد: الأسد وعجز البيت ينادي بفساد رواية العيني.
الإعراب: (نحن) ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع (قتلنا) قتل فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، ونا: فاعله مبني على السكون في محل رفع، وجملة هذا الفعل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ (الأسد) مفعول به لقتلنا منصوب بالفتحة الظاهرة (أسد) بدل من الأسد أو عطف بيان عليه منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف و (شنوءة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (فما) الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (شربوا) شرب: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله =