أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 142 - الجزء 3

  وهما نكرتان في هذا الوجه، لعدم الإضافة لفظا وتقديرا، ولذلك نوّنا، ومعرفتان في الوجهين قبله.

  فإن نوي معنى المضاف إليه دون لفظه بنيا على الضم⁣(⁣١)، نحو: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ


= مبني على السكون في محل رفع (بعدا) ظرف زمان منصوب بشرب (على) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لذة) مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بشرب (خمرا) مفعول به لشرب منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله (بعدا) حيث وردت فيه كلمة (بعدا) منونة منصوبة على الظرفية لانقطاعها عن الإضافة لفظا وتقديرا، وهو حينئذ نكرة عند جمهرة النحاة، على ما أشار إليه المؤلف في الكتاب، وما بيناه في شرح الشاهد السابق في كلمة (قبل) أخت (بعد).

(١) إن قلت: ما المراد من قولكم (نية المضاف إليه معنى) وهل تجدون فارقا بين نيته لفظا ونيته معنى! فإن كنتم تجدون فارقا بين الصورتين فبينوه لي حتى أكون على يقين منه.

فالجواب عن ذلك أن نقول لك: إن المقصود بنية المضاف إليه معنى أن يكون معنى المضاف إليه ملاحظا منظورا إليه، من غير نظر إلى كلمة معينة تدل عليه، بل يكون المقصود هو المسمى معبرا عنه بلفظ أي لفظ كان، فخصوص اللفظ غير ملتفت إليه نية، أما نية لفظ المضاف إليه فمعناها أن يكون اللفظ المعين الدال على مسمى هذا المضاف إليه مقصودا بذاته، بحيث لو جئت بلفظ آخر يدل عليه لم تكن جئت بلفظ المضاف إليه.

فإن قلت: فلماذا كانت الإضافة مع إرادة معنى المضاف إليه غير مقتضية للإعراب! وكانت الإضافة مع نية لفظ المضاف إليه مقتضية للإعراب!.

فالجواب عن ذلك أن نقول لك: لا شك أنك تدرك أن الإضافة مع إرادة معنى المضاف إليه ضعيفة، من قبل أنه لم يعين فيها المضاف إليه بلفظ ما، فأما الإضافة مع نية لفظ المضاف إليه المعين فإنها قوية، فلما افترق شأن إرادة لفظ المضاف إليه وشأن إرادة معناه لم يكن حكمهما واحدا، ولما كانت الإضافة القوية هي التي تعارض سبب البناء بسبب كونها من خواص الأسماء جعلناها مقتضية للإعراب، فكانت الإضافة مع إرادة لفظ المضاف إليه مستوجبة للإعراب، دون الإضافة الضعيفة التي تتضمن إرادة معنى المضاف إليه دون لفظه.