[مما تلزم إضافته أول ودون ونحوهما]
  وقوله:
  [٣٤٨] -
  على أيّنا تعدو المنيّة أوّل
= وقول الآخر:
لا يحمل الفارس إلّا الملبون ... المحض من أمامه ومن دون
[٣٤٨] - هذا الشاهد من كلام معن بن أوس، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل
وهذا البيت مطلع قصيدة طويلة أنشد أكثرها أبو تمام في حماسته، وأبو علي القالي في أماليه، وبعد هذا البيت قوله:
وإنّي أخوك الدّائم العهد لم أحل ... إن ابزاك خصم أو نبا بك منزل
اللغة: (أوجل) يجوز أن يكون وصفا، ويجوز أن يكون فعلا مضارعا مبدوءا بهمزة المتكلم، وأيّا ما كان هو فهو مأخوذ من الوجل الذي هو الخوف (تعدو) يروى بالعين المهملة، فهو مضارع عدا، وتقول: عدا الأسد على فلان، وذلك إذا اجترأ فسطا عليه ووثب، ويروى (تغدو) بالغين المعجمة، فهو مضارع غدا، وتقول: غدا فلان، إذا جاء غدوة، والرواية الأولى أرجح عندنا؛ لتعديه بعلى في قوله (على أينا) والمنية:
الموت، وهي فعيلة بمعنى مفعولة من قولهم: منى اللّه الشيء يمنيه، إذا قدره وهيأ أسبابه (أول) معناه سابق، وللعلماء في وزنه خلاف طويل، فقيل: وزنه فوعل من وأل، وأصله على هذا ووأل، وقيل: وزنه أفعل من آل يؤول، فأصله أأول. وقيل:
وزنه أفعل من أول يئل؛ فأصله على هذا أوأل، وسيأتي لهذا الكلام مزيد بحث في باب الإبدال من قسم الصرف.
الإعراب: (لعمرك) اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، عمر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا، والتقدير: لعمرك قسمي (ما) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أدري) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (وإني) الواو واو الحال، إن: حرف توكيد ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر، وياء المتكلم اسم إن مبني على السكون في محل نصب (لأوجل) اللام لام الابتداء، أوجل: خبر إن، والجملة من إن واسمها =