أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[«عل» توافق فوق، وتخالفها]

صفحة 147 - الجزء 3

  [٣٤٩] -

  وأتيت نحو بني كليب من عل

  أي: من فوقهم، وفي إعرابها إذا كانت نكرة، كقوله:

  [٣٥٠] -

  كجلمود صخر حطّه السّيل من عل

  أي: من شيء عال.


[٣٤٩] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق يهجو فيه جريرا، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:

ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة

اللغة: (ثنية) بفتح الثاء المثلثة وكسر النون وتشديد الياء مفتوحة - وهي طريق العقبة، وتجمع على ثنايا، ومنه قول الشاعر:

أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني

وقوله (سددت عليك كل ثنية) كناية عن أنه لم يمكنه من عمل ما، وكأنه قال: أخذت عليك جميع الطرق فلست تستطيع أن تسلك سبيلي، وروى العيني عجز البيت:

وأتيت فوق بني كليب من عل

الإعراب: (لقد) اللام موطئة للقسم حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، قد: حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب (سدد) سد: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع (عليك) جار ومجرور متعلق بسد (كل) مفعول به لسد منصوب بالفتحة الظاهرة، وكل مضاف و (ثنية) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (وأتيت) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وأتى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع (نحو) ظرف مكان بمعنى جهة منصوب بأتى، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ونحو مضاف و (بني) مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم، وبني مضاف و (كليب) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (من) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عل) مبني على الضم في محل جر بمن، وهو ظرف مكان بمعنى فوق.

الشاهد فيه: قوله (من عل) حيث بنى (عل) على الضم لكونه معرفة، وقد حذف المضاف إليه وهو ينوي معناه، والتقدير: من علهم، أي من فوقهم.

[٣٥٠] - هذا الشاهد من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي في معلقته التي سبق الاستشهاد =