هذا باب الإضافة
= بعدة أبيات منها في عدة مواضع من هذا الكتاب، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا
وهذا البيت من أبيات يصف فيها الفرس، وقبله قوله:
وقد أغتدي والطّير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل
اللغة: (أغتدي) أراد أخرج من وقت الغداة (وكناتها) الوكنات: جمع وكنة بواو مثلثة الحركات - وهي وكر الطائر وعشه (بمنجرد) المنجرد: الفرس القصير الشعر (قيد الأوابد) يريد أن هذا الفرس لسرعة عدوه وشدة جريه يلحق الوحوش ولا يمكنها من الشراد والتخلص؛ فكأنه يقيدها، والأوابد: الوحوش، واحدها آبدة (مكر مفر) المكر - بكسر الميم وفتح الكاف - الذي يكر عليه فارسه، والمفر - بكسر ففتح أيضا - الذي يفر عليه فارسه من وجوه أعدائه إن أراد (كجلمود صخر) الجلمود - بضم الجيم وسكون اللام - الصخرة الصلبة الشديدة، والصخر: الحجارة، واحدها صخرة (حطه السيل) ألقاه من أعلى إلى أسفل.
الإعراب: (مكر) نعت لمنجرد المذكور في البيت السابق على بيت الشاهد، مجرور بالكسرة الظاهرة (مفر) نعت ثان لمنجرد (مقبل) نعت لمنجرد أيضا (مدبر) نعت لمنجرد أيضا (معا) ظرف متعلق بمقبل مدبر (كجلمود) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمنجرد، أو متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو كجلمود، وجلمود مضاف و (صخر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (حطه) حط: فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير الغائب العائد إلى جلمود صخر مفعول به لحط مبني على الضم في محل نصب (السيل) فاعل حط مرفوع بالضمة الظاهرة (من) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عل) مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بحط.
الشاهد فيه: قوله (من عل) حيث قطع (عل) عن الإضافة بتة، فلم ينو لفظ المضاف إليه ولا معناه، ولهذا أعربه ونونه، وهو هنا مجرور لفظا بمن، والدليل على أنه لم ينو لفظ المضاف ولا معناه، أنه لم يرد أن الصخر ينحط من أعلى شيء خاص، بل أراد أن السيل يحط الصخر من أعلى شيء أي شيء كان؛ لأن الغرض الدلالة على السرعة، والصخر إذا انحط من أعلى إلى أسفل كان سريع الحدور بحيث يصل إلى المستقر في طرفة عين، من غير فرق بين أن يكون الأعلى الذي ينحط منه أعلى جبل أو أعلى منزل =