هذا باب الإضافة
  [٣٥١] -
  أكلّ امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقّد باللّيل نارا
[٣٥١] - هذا بيت من المتقارب، وهذا الشاهد من كلام أبي دواد الإيادي، واسمه حارثة بن الحجاج.
اللغة: (تحسبين) تظنين (توقد) أصله تتوقد - بتاءين زائدتين: إحداهما تاء المضارعة، والأخرى تاء التفعل؛ فحذف إحدى التاءين قصدا إلى التخفيف، وكذلك كل فعل بدئ بتاءين مزيدتين، ومعنى (توقد) تشتعل وتتوهج.
المعنى: يقول: إنه ما ينبغي لك أن تظني كل من له صورة الرجال رجلا، ولا كل نار تشتعل نارا، وإنما الخليق باسم الرجل من كانت له صفات نفسية وخلقية ترفعه إلى المستوى اللائق بالرجولية، والحقيق باسم النار تلك التي تشتعل للإكرام والضيافة.
الإعراب: (أكل) الهمزة حرف دال على الاستفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، كل: مفعول أول لقوله تحسبين الآتي تقدم عليه، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وكل مضاف و (امرئ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة (تحسبين) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله مبني على السكون في محل رفع (امرأ) مفعول ثان لتحسبين منصوب بالفتحة الظاهرة (ونار) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، نار: مجرور بإضافة اسم يقع معطوفا بالواو على المفعول الأول، وتقدير الكلام: وتحسبين كل نار (توقد) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى نار، والجملة من الفعل المضارع وفاعله في محل جر صفة لنار (بالليل) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الليل:
مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله توقد (نارا) معطوف على امرأ المنصوب الواقع مفعولا ثانيا لتحسبين، والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
الشاهد فيه: قوله (ونار) فإن الواو عاطفة، ونار: إما مجرور بتقدير مضاف يكون معطوفا على (كل) في قوله (كل امرئ) وهذا هو الأقرب، وعليه أعربنا البيت وهو الذي ذكره المؤلف، وإما مجرور بإضافة مفعول أول محذوف لفعل محذوف، والتقدير (وتحسبين كل نار) وقوله (توقد بالليل) جملة في محل جر صفة لقوله (نار) الذي أعربناه، وقوله (نارا) هو المفعول الثاني لذلك الفعل المحذوف؛ فالواو على ذلك الوجه عطفت جملة على جملة، ولا تحسبن هذا التقدير عجبا؛ فإن الفعل الذي قدرناه =