أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 87 - الجزء 1

  نَعْبُدُ}⁣(⁣١)، أو يلي «إلّا»، نحو: أمر أن لا تعبدوا إلا إياه⁣(⁣٢).


=

وإن هو لم يحمل على النّفس ضيمها

الخامس أن يكون عامل الضمير حرفا من حروف النفي، نحو قوله تعالى: {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} وقوله: {وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا} وقوله: {وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}

السادس أن يقع الضمير بعد واو المعية، نحو قول الشاعر:

فآليت لا أنفكّ أحذو قصيدة ... تكون وإيّاها بها مثلا بعدي

السابع أن يكون الضمير تابعا لمعمول آخر لعامله، كالضمير المعطوف في قول اللّه تعالى تخرجون الرسول وإياكم وفي قول قيس بن زهير:

فإن تك حربا فلم أجنها ... جنتها خيارهم أو هم

الثامن: أن يقع الضمير بعد «إما» نحو قولك: «يتولى الأمر إما أنا وإما أنت».

التاسع: أن يكون عامل الضمير معنويا - وهو الابتداء - ومعنى هذا أن يكون الضمير مبتدأ، نحو «أنا مؤمن» و «أنت مجتهد» و «هو كسلان» ومن أمثلة ذلك صدر الشاهد رقم ٢٤ ومن ذلك قول سحيم:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

العاشر: أن يقع الضمير بعد اللام الفارقة، الداخلة في خبر إن المخففة، كقول الشاعر:

إن وجدت الصّديق حقّا لإيّا ... ك فمرني فلن أزال مطيعا

الحادي عشر: أن يكون الضمير منادى، نحو «يا أنت» ونحو «يا إياك» وسيأتي في باب المنادى أن نداء المضمر شاذ، ومنه قول الراجز:

يا أبجر بن أبجر يا أنتا ... أنت الّذي طلقت عام جعتا

الثاني عشر: أن يكون الضمير ثاني ضميرين متحدي الرتبة معمولين لعامل واحد، وليس مرفوعا؛ نحو «ظننتني إياي» و «ظننتك إياك» وسيذكر المؤلف هذا الموضع في ثنايا شرح مسألتي الجواز.

(١) سورة الفاتحة، الآية: ٤.

(٢) سورة يوسف، الآية: ٤٠.