هذا باب إعمال اسم الفاعل
  [٣٧١] -
  كناطح صخرة يوما ليوهنها
[٣٧١] - هذا الشاهد من كلام الأعشى ميمون بن قيس، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
اللغة: (ناطح) تقول: نطح الثور أو الكبش أو نحوهما، تريد أنه ضرب بقرنه (لم يضرها) تقول: ضاره يضيره ضيرا، ومعناه ضره أو نقصه (أوهى) أضعف (الوعل) بفتح الواو وكسر العين، وفيه لغة أخرى حكاها الليث بضم الواو وكسر العين، على الوزن النادر أو المهمل - هو تيس الجبل، وأكثر أهل اللغة على أن الأنثى تسمى أروية، وحكى في اللسان أنه يقال للأنثى: وعلة، ويجمع الوعل على أوعال ووعول ووعل، بضم فسكون في الأخير.
المعنى: يقول: إنك تكلف نفسك ما لا قبل لك به، وتجشمها ما يضعفك هوله ولا تنال منه منالا، ولا يعود ضرره إلا عليك، وإنما مثلك فيما تصنع مثل تيس جبلي يضرب صخرة بقرنه يظن أنه يفلقها فلا ينال منها وينكسر قرنه.
الإعراب: (كناطح) الكاف حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب وناطح:
مجرور بالكاف، وأصله صفة لموصوف محذوف، وتقدير الكلام: كوعل ناطح، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أنت كناطح وفي ناطح ضمير مستتر تقديره هو، وهو فاعله؛ لأنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل، فيرفع الفاعل دائما، وينصب المفعول إن كان فعله متعديا واستكمل ما ذكره المؤلف من الشروط (صخرة) مفعول به لناطح منصوب بالفتحة الظاهرة (ليوهنها) اللام لام كي مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، يوهن: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الناطح، وضمير الغائبة العائد إلى الصخرة مفعول به، وأن المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل، والجار والمجرور متعلق بناطح (فلم) الفاء حرف عطف لم:
حرف نفي وجزم وقلب (يضرها) يضر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير الناطح مستترا فيه جوازا. وضمير الغائبة العائد إلى الصخرة مفعول به (وأوهى) الواو حرف عطف، أوهى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر (قرنه) قرن: مفعول به لأوهى، وقرن مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (الوعل) فاعل أوهى مرفوع بالضمة الظاهرة. =