[فصل: أمثلة المبالغة]
  أي: كوعل ناطح، ومنه (يا طالعا جبلا) أي: يا رجلا طالعا، وقول ابن مالك: (إنّه اعتمد على حرف النّداء) سهو؛ لأنّه مختصّ بالاسم؛ فكيف يكون مقرّبا من الفعل.
[فصل: أمثلة المبالغة]
  فصل: تحوّل(١) صيغة فاعل للمبالغة والتكثير إلى: فعّال، أو فعول، أو مفعال - بكثرة، وإلى فعيل أو فعل، بقلّة، فيعمل عمله بشروطه، قال:
  [٣٧٢] -
  أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها
= الشاهد فيه: قوله: (ناطح صخرة) حيث أعمل اسم الفاعل وهو قوله: (ناطح) إعمال فعله؛ فنصب به المفعول به وهو (صخرة) مع أنه غير معتمد في الظاهر على شيء، لكنه لما كان في المعنى معتمدا؛ لكون ناطح صفة لموصوف محذوف، والأصل (كوعل ناطح) راعى ذلك المعنى واعتبره معتمدا فأعمله.
(١) ذكر أبو حيان أن هذه الصيغ الخمسة ينقاس اشتقاقها من مصدر كل فعل ثلاثي متعد، نحو ضرب، يجوز لك أن تقول: ضراب، ومضراب، وضروب، وضريب، وضرب.
وقد وردت ألفاظ على إحدى هذه الصيغ مع أن الفعل المستعمل مزيد على الثلاثة، نحو دراك، ومعوان، ومهوان، ومعطاء، ونذير، وزهوق.
[٣٧٢] - هذا الشاهد من كلام القلاخ - بضم القاف وآخره خاء معجمة - ابن حزن بن جناب، الذي يقول عن نفسه:
أنا القلاخ بن جناب بن جلا ... أخو خناثير أقود الجملا
وما ذكره المؤلف هنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
وليس بولّاج الخوالف أعقلا
اللغة: (أخا الحرب) أي معالجها الذي يلازمها ولا يفر منها، وذلك كما تقول: فلان أخو البر، وأخو الإحسان، وأخو العرب (جلالها) الجلال - بكسر الجيم - جمع جل، بالضم، وأراد به ما يلبس في الحرب من الدروع ونحوها، (ولاج) كثير الولوج، أي:
الدخول (الخوالف) جمع خالفة، وهي في الأصل عمود الخيمة، والمراد منه هنا نفس الخيمة، من إطلاق اسم الجزء وإرادة الكل (الأعقل) هو الذي تصطك ركبتاه من الفزع.
الإعراب: (أخا) حال من ضمير متكلم واقع في بيت سابق على بيت الشاهد، وهو قوله:
فإن تك فاتتك السّماء فإنّني ... بأرفع ما حولي من الأرض أطولا
=