هذا باب إعمال اسم الفاعل
  وحكى سيبويه (إنّه لمنحار بوائكها)، وقال:
  [٣٧٤] -
  فتاتان أمّا منهما فشبيهة ... هلالا ...
=
إذا عدموا زادا فإنّك عاقر
اللغة: (ضروب) صيغة مبالغة لضارب (نصل السيف) حده وشفرته، وقد يطلق النصل على السيف كله، ولكنه لا يراد ههنا؛ لئلا تلزم إضافة الشيء إلى نفسه (سوق) جمع ساق (سمانها) جمع سمينة ضد الهزيلة، والضمير البارز يعود إلى الإبل (عاقر) اسم فاعل من العقر، وهو الذبح، ويطلق على من يقطع قوائم البعير ليتمكن من ذبحه.
المعنى: يصف أبا أمية الذي يرثيه بالجود والكرم في وقت العسرة الذي تبين فيه الأنانية في أكثر النفوس فتمسك عن معونة المحتاجين، وتجمد الأيدي فلا تبض بقطرة، وذكر أنه لا يكتفي بالقليل من الجود، ولكنه يبذل بأوسع معاني البذل.
الإعراب: (ضروب) خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أنت ضروب، أو هو ضروب مرفوع بالضمة الظاهرة (بنصل) جار ومجرور متعلق بضروب، ونصل مضاف و (السيف) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (سوق) مفعول به لضروب منصوب بالفتحة الظاهرة، وسوق مضاف وسمان من (سمانها) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسمان مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الإبل مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب (عدموا) عدم: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله (زادا) مفعول به لعدم منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة الفعل الماضي وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة إذا إليها (فإنك) الفاء واقعة في جواب إذا، إن: حرف توكيد ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وكاف المخاطب اسمه مبني على الفتح في محل نصب (عاقر) خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من إن واسمه وخبره لا محل له من الإعراب جواب إذا.
الشاهد فيه: قوله (ضروب سوق سمانها) حيث أعمل صيغة المبالغة، وهي قوله (ضروب) إعمال الفعل واسم الفاعل؛ فنصب بها المفعول به وهو قوله (سوق سمانها) واسم المبالغة هنا معتمد على مخبر عنه محذوف؛ فإنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هو ضروب، أو نحوه.
[٣٧٤] - هذا الشاهد من كلام عبد اللّه بن قيس الرقيات، وما ذكره المؤلف قطعة من بيت من الطويل، والعلماء يروون البيت بتمامه هكذا: =