أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تثنية اسم الفاعل وأمثلة المبالغة وجمعهن مثل مفردهن]

صفحة 202 - الجزء 3

[فصل: تثنية اسم الفاعل وأمثلة المبالغة وجمعهن مثل مفردهن]

  فصل: تثنية اسم الفاعل وجمعه وتثنية أمثلة المبالغة وجمعها كمفردهنّ في العمل والشّروط، قال اللّه تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً}⁣(⁣١)، وقال تعالى: {هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ}⁣(⁣٢)، وقال: {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ}⁣(⁣٣)، وقال الشاعر:

  [٣٧٦] -

  والنّاذرين إذا لم القهما دمي


= محل نصب حال من جحاش الكرملين، وتقدير الكلام: أتاني كونهم مزقين عرضي، هم جحاش الكرملين حال كونها ذات فديد: أي صوت وصياح وجلبة.

الشاهد فيه: قوله (مزقون عرضي) حيث أعمل جمع صيغة المبالغة وهو قوله (مزقون) فإنه جمع مزق - بفتح فكسر - ومزق هذا مبالغة اسم الفاعل، وقد أعمل هذا الجمع إعمال مفرده - وبالتالي إعمال الفعل واسم الفاعل؛ فنصب به المفعول، وهو قوله (عرضي) واسم المبالغة هنا معتمد على مخبر عنه وهو اسم إن.

ومن إعمال فعل - بفتح فكسر - قول لبيد بن ربيعة العامري، وهو من شواهد سيبويه (١/ ٥٧):

أو مسحل شنج عضادة سمحج ... بسراته ندب لها وكلوم

فقد نصب قوله (عضادة سمحج) بقوله (شنج) الذي هو صيغة مبالغة.

ومن ذلك قول الآخر:

حذر أمورا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيه من المقدار

ومن تعدد الشواهد الدالة على إعمال (فعل) بفتح فكسر - عمل الفعل تعلم أنه لا يضير سيبويه أن يكون قد استشهد على هذا الإعمال - أو مثل له - بالبيت الأخير، وأنه قيل عن هذا البيت إنه مصنوع، فقد ذكر معه من الشواهد ما يؤيد رأيه.

(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.

(٢) سورة الزمر، الآية: ٣٨.

(٣) سورة القمر، الآية: ٧.

[٣٧٦] - هذا الشاهد من كلام عنترة بن شداد العبسي، من معلقته المشهورة، وما ذكره المؤلف عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:

الشّاتمي عرضي ولم أشتمهما

اللغة: (الشاتمي عرضي) الشاتمي: مثنى شاتم، وشاتم: اسم فاعل فعله (شتم يشتم شتما) من باب نصر، والشتم: الرمي بالمكروه من القول، والعرض - بالكسر - ما يصونه المرء عن أن تتناوله الألسن (والناذرين) أي اللذين أوجبا على أنفسهما، يريد أنهما يتوعدانه حين يغيب عن وجههما، فأما إذا حضر فلا جراءة لهما على ذلك. =