أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب إعمال اسم الفاعل

صفحة 204 - الجزء 3

  غفر: جمع غفور، وذنبهم: مفعوله.


= اللغة: (ثم زادوا - البيت) وصف قومه قبل هذا البيت بالإقدام والجرأة والصبر على قتال الأعداء، وغير ذلك من أفعال الشجاعة، ثم بين أن لهم مزيدا على ذلك من خلال المروءة، وذلك أنهم يأخذون بالعفو عن الزلات والصفح عن الذنوب، وأنهم - مع ما لهم من خصال الشرف - لا يفخرون؛ لأن الفخر إعجاب وخفة، وغفر - بضمتين - جمع غفور الذي هو مبالغة غافر، وفخر بضمتين أيضا - جمع فخور الذي هو مبالغة فاخر، ويروى (غير فجر) بضم الفاء والجيم - من الفجور، والفجور: الكذب، أو هو اسم جامع لكل خصلة من خصال الشر، والرواية الأولى أشهر وأعرف، وإضافة الذنب إلى ضميرهم من الإضافة لأدنى ملابسة؛ لأنهم إنما يغفرون ذنب من يذهب إليهم، أو هو على تقدير مضاف بين المتضايفين: أي غفر ذنب قومهم.

الإعراب: (ثم) حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (زادوا) زاد: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله (أنهم) أن: حرف توكيد ونصب، وضمير الغائبين اسم مبني على السكون في محل نصب (في) حرف جر (قومهم) قوم: مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وقوم مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من اسم إن، وابن هشام اللخمي جعل الجار والمجرور متعلقا بزادوا، بناء على ما ذهب إليه من أن (في) الجارة هنا بمعنى عند (غفر) خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة (ذنبهم) ذنب: مفعول به لغفر منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه (غير) خبر ثان لأن مرفوع بالضمة الظاهرة، وغير مضاف و (فخر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكنه لأجل الوقف.

الشاهد فيه: قوله (غفر ذنبهم) حيث أعمل جمع صيغة المبالغة وهو قوله (غفر) فإنه جمع غفور، وغفور مبالغة غافر، وقد أعمل هذا الجمع إعمال مفرده، وبالتالي إعمال الفعل واسم الفاعل، فنصب به المفعول وهو قوله (ذنبهم) وصيغة المبالغة هنا معتمدة على مخبر عنه مذكور وهو اسم أن.

واعلم أنه لا فرق بين أن يكون جمع مذكر سالما أو جمع مؤنث سالما وأن يكون جمع تكسير؛ فمن جمع اسم الفاعل جمع التكسير قول أبي كبير الهذلي:

ممّن حملن به وهنّ عواقد ... حبك النّطاق فشبّ غير مهبّل

الشاهد فيه: قوله (عواقد حبك النطاق) فإن عواقد جمع تكسير مفرده عاقدة وقد =