أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[قياس الوصف من فعل المضموم العين]

صفحة 219 - الجزء 3

  وأعمى، وفعلان فيما دلّ على الامتلاء وحرارة الباطن، كشبعان، وريّان، وعطشان⁣(⁣١).

[قياس الوصف من فعل المضموم العين]

  وقياس الوصف من فعل - بالضّمّ - فعيل كظريف وشريف، ودونه فعل كشهم وضخم، ودونهما أفعل كأخطب⁣(⁣٢) إذا كان أحمر إلى الكدرة، وفعل كبطل وحسن، وفعال - بالفتح - كجبان، وفعال - بالضّمّ - كشجاع، وفعل كجنب، وفعل كعفر:

  أي شجاع ماكر.

[قد يستغنون عن صيغة فاعل بغيرها]

  وقد يستغنون عن صيغة فاعل من فعل - بالفتح - بغيرها كشيخ وأشيب وطيّب وعفيف⁣(⁣٣).

  تنبيه⁣(⁣٤): جميع هذه الصّفات صفات مشبّهة؛ إلا فاعلا كضارب وقائم، فإنه


(١) الأول والثاني: من هذه الأوصاف يدلان على الامتلاء، والثالث يدل على حرارة الباطن، ومثله ظمآن وصديان.

(٢) قال الشيخ خالد في التصريح: إنه بالخاء والظاء المعجمتين، ولم أجد فيما بين يدي من معاجم اللغة - ومنها الصحاح والقاموس والأساس واللسان والنهاية - هذه المادة مطلقا - ووجدت في اللسان: (الخطبة - بالخاء المعجمة والطاء المهملة - الخضرة، وقيل: غبرة ترهقها خضرة، والفعل من ذلك كله خطب خطبا - مثل فرح فرحا - فهو أخطب، وقيل: الأخطب الأخضر يخالطه سواد) اه؛ فلعل ما في التصريح سبق قلم.

(٣) تفصيل هذه المسألة أنهم قد يجيئون بصيغة فاعل ولا يجيئون بصيغة أخرى كضارب وقاتل، وقد يهملون صيغة فاعل ويجيئون بغيرها كالأمثلة الأربعة التي ذكرها المؤلف فإنهم لم يقولوا شائخ ولا شائب ولا طايب ولا عاف، وقد يجيئون بصيغة فاعل وغيرها أيضا كما قالوا: مال يميل فهو مائل وأميل، فهذه ثلاثة أحوال.

(٤) ههنا ثلاثة أمور يجب أن ننبهك إليها:

الأول: أن الأصل في صيغة فاعل أن تكون اسم فاعل، وأن تكون دالة على الحدوث، والأصل فيما عداها من الصيغ المذكورة أن تكون صفة مشبهة، وأن تكون دالة على الثبوت، وقد يقصد من اسم الفاعل الدلالة على الثبوت كالصفة المشبهة وحينئذ يأخذ حكم الصفة المشبهة؛ فيضاف إلى مرفوعه كطاهر القلب وشاحط الدار، والأصل طاهر قلبه وشاحطة داره، وقد يقصد من الصفة المشبهة الدلالة على الحدوث كاسم الفاعل، وحينئذ تكون اسم فاعل. =