أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: المخصوص بالمدح أو بالذم]

صفحة 252 - الجزء 3

  مُرْتَفَقاً}⁣(⁣١) و {ساءَ ما يَحْكُمُونَ}⁣(⁣٢).

  ولك في فاعل فعل المذكور أن تأتي به اسما ظاهرا مجرّدا من (أل) وأن تجرّه بالباء، وأن تأتي به ضميرا مطابقا، نحو: (فهم زيد)⁣(⁣٣)، وسمع (مررت بأبيات جاد بهنّ أبياتا) و (جدن أبياتا)، وقال:

  [٣٨٦] -

  حبّ بالزّور الّذي لا يرى


(١) سورة الكهف، الآية: ٢٩.

(٢) سورة العنكبوت، الآية: ٤، واعلم أن (ما) المتصلة بساء ونحوها يجري فيها الخلاف الذي ذكره المؤلف وذكرنا بعض تفصيله في (نعمّا) و (بئسما) فإن جعلت (ما) في الآية الكريمة فاعلا فهي اسم موصول، والجملة بعدها لا محل لها صلة، وإن جعلت (ما) تمييزا فهي نكرة، والجملة بعدها في محل نصب نعت، والمخصوص بالذم - أو المدح - محذوف على القولين جميعا.

(٣) بهذا خالف الفعل المحول إلى فعل بضم العين نعم وبئس، فقد علمت أن فاعل نعم وبئس لا يكون إلا مقترنا بأل أو مضافا لما قارنها أو إلى مضاف إلى ما قارنها ومن المحول إلى فعل بالضم (حب) إذا لم يكن معها (ذا). وهذا الذي ذكره المؤلف من حكم هذه الأفعال هو في أصله رأي الأخفش والمبرد، وهو المشهور عن العلماء، ولكن الدماميني قد بحث أنه يلتزم في فاعل ساء ما التزم في فاعل بئس، وجزم الشاطبي بأن فاعل حب إذا لم يكن معه ذا يلتزم فيه ما لزم في فاعل نعم.

[٣٨٦] - هذا الشاهد من كلام الطرماح بن حكيم، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من المديد، وعجزه قوله:

منه إلا صفحة أو لمام

اللغة: (الزور) - بفتح فسكون - هو الزائر، وأصله مصدر، فأطلق على اسم الفاعل (الصفحة) - بفتح الصاد وسكون الفاء - أراد بها صفحة الوجه، وهي جانبه (لمام) جمع لمة، وهي الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن.

الإعراب: (حب) فعل ماض دال على إنشاء المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (بالزور) الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الزور: فاعل حب مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد (الذي) اسم موصول نعت للزور مبني على السكون في محل رفع =