هذا باب أفعل التفضيل
= الناس على الجمع والادخار، واشتهر من كلامه (التمرة إلى التمرة تمر) يريد أن القليل إذا انضم إلى القليل صار ذلك القليل كثيرا، وهو مثل قول العرب (الذود إلى الذود إبل) وهو يخاطب نخله بالرجز الذي منه هذا الشاهد، وزعم قوم أنه يخاطب به ناقته وستعرف وجهه ووجه فساده.
اللغة: (تروحي) اغتر قوم بظاهر هذه العبارة وفهموا أن أصلها من الرواح المقابل للغدو، فزعموا أنه يخاطب بهذا الكلام ناقته، وفسروه بأنه أمر للناقة بالصبر على مشاق السير في وقت الرواح، ووجه هذا الخطأ أنهم لم يقفوا على ما قبل هذا الشاهد، وهو قوله:
تأبّري يا خيرة الفسيل ... تأبّري من حنذ فشولي
إذ ضنّ أهل النّخل بالفحول ... تروّحي أجدر أن تقيلي
غدا بجنبي بارد ظليل ... ومشرب يشربها رسيل
ولو أنهم وقفوا على أول هذا الرجز الذي ينادي نداء صارخا بأنه خطاب للنخل لأدركوا وجه الصواب. ومعنى (تروحي) على هذا ارتفعي وطولي، من قولهم (تروح النبت) إذا طال وسمق (أجدر) معناه أحق وأقمن وأجرى وأخلق (تقيلي) أصله من القيلولة، وهي النوم في وقت القائلة، والقائلة: الوقت الذي يشتد فيه الحر في منتصف النهار ولكنه أراد بهذا اللفظ كونها في هذا الوقت متصفة بما يأتي بعده (بجنبي بارد ظليل) أراد مكانا لائقا بك يساعد على نموك وطولك (رسيل) سهل لين، وهو وصف لمشرب.
المعنى: قال الفيومي في (المصباح المنير) وقد ذكر بعض هذا الرجز (مادة: ف ح ل) (ومعنى الشعر أن أهل يثرب ضنوا بطلعهم على قائل هذا الشعر، فهبت ريح الصبا وقت التأبير، على الذكور، واحتملت طلعها فألقته على الإناث، فقام ذلك مقام التأبير، فاستغنى عنهم، وذلك معروف عندهم، أنه إذا كانت الفحاحيل في ناحية الصبا وهبت الريح منها على الإناث وقت التأبير تأبرت برائحة الفحاحيل، وقام مقام التأبير) اه.
الإعراب: (تروحي) فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله مبني على السكون في محل رفع (أجدر) أفعل تفضيل يقع صفة لموصوف محذوف يقع هذا الموصوف مفعولا به لفعل محذوف أيضا، وتقدير الكلام: وخذي مكانا أجدر من غيره (أن) حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تقيلي) فعل =