أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الأشياء التي ينعت بها أربعة:]

صفحة 272 - الجزء 3

[الثاني المشبه للمشتق]

  الثاني: الجامد المشبه للمشتق في المعنى⁣(⁣١)، كاسم الإشارة، و (ذي) بمعنى


= فشمل المشتق: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل، وأمثلة المبالغة، وفعيلا بمعنى مفعول.

وعلى هذا لا يشمل المشتق هنا ما أخذ من المصدر للدلالة على زمان الفعل أو مكانه أو آلته - وذلك اسم الزمان واسم المكان واسم الآلة - فإن هذه الثلاثة لا ينعت بشيء منها.

(١) ذكر المؤلف من الجامد المشبه للمشتق ثلاثة أشياء، وهي على التفصيل الذي نذكره لك:

الأول: اسم الإشارة، والمراد به هنا اسم الإشارة لغير المكان، نحو (مررت بزيد هذا) فإنه في قوة قولك: مررت بزيد الحاضر، أو المشار إليه، فاسم الإشارة نفسه نعت لزيد الذي تقدمه، أما اسم الإشارة للمكان كهنا وثمت فإنه لا يقع بنفسه نعتا، لكونه ظرفا، لكنه يتعلق بمحذوف قد يكون نعتا، نحو قولك: (رأيت رجلا هنا) و (تعرفت إلى رجل ثمت) والتقدير: رأيت رجلا كائنا هنا، وتعرفت إلى رجل كائن ثمت.

الثاني: (ذو) بمعنى صاحب، الذي هو من الأسماء الخمسة، نحو قولك (هذا رجل ذو مال) ويلحق به فروعه، وهي (ذوا) و (ذوي) في المثنى المذكر، و (ذوو) و (ذوي) في جمع المذكر، و (ذات) في المفردة المؤنثة، و (ذاتا) و (ذاتي) في المثنى المؤنث، و (ذوات) في جمع المؤنث، وفي القرآن الكريم {وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ}.

الثالث: الاسم المنسوب، والمراد به ما قصد منه النسب، سواء أكان بزيادة الياء المشددة نحو (هذا رجل دمشقي) أم كان بمجيئه على صيغة فعال أو نحوها نحو (هذا رجل تمار).

وقد بقي من الجامد المشبه للمشتق ولم يذكره ستة أشياء أخرى، وهي:

الأول: (ذو) الموصولة الطائية التي بمعنى الذي، وفروعها كذات وذوات، نحو قولك (جاءني الرجل ذو تحدثت إليه) أي الرجل الذي تحدثت إليه.

الثاني: الأسماء الموصولة المبدوءة بهمزة الوصل كالذي والتي، أما غير المبدوءة بالهمزة أصلا كمن وما أو المبدوءة بهمزة القطع كأي، فلا تقع نعتا.

الثالث: أسماء الأعداد، نحو قولك (اشتريت الأثواب الثلاثة) ونحو (خطبت في الرجال الخمسين خطبة بليغة) فإنها في معنى المعدودة بهذه العدة.

الرابع: لفظ (أي) بشرط أن يضاف إلى نكرة تماثل المنعوت معنى، نحو قولك: =