أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الأشياء التي ينعت بها أربعة:]

صفحة 273 - الجزء 3

  صاحب، وأسماء النّسب، تقول: (مررت بزيد هذا) و (برجل ذي مال) و (برجل دمشقيّ) لأن معناها الحاضر، وصاحب مال، ومنسوب إلى دمشق.

[الثالث مما ينعت به الجملة، وللنعت بها ثلاثة شروط]

  الثالث: الجملة، وللنّعت بها ثلاثة شروط: شرط في المنعوت، وهو أن يكون نكرة إما لفظا ومعنى نحو: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}⁣(⁣١) أو معنى لا لفظا، وهو المعرّف بأل الجنسية، كقوله:

  [٣٩٣] -

  ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني


= (اتخذت صاحبا أي صاحب) أو (اتخذت صاحبا أي صديق).

الخامس: لفظ (رجل) بشرط أن يتضمن معنى كامل أو يضاف إلى لفظ (صدق) أو لفظ (سوء) نحو قولك (هذا رجل رجل صدق) وقولك: (هذا رجل رجل سوء).

السادس: لفظ (كل) أو لفظ (جد) بكسر الجيم وتشديد الدال - أو لفظ (حق) بشرط أن يضاف كل واحد منها إلى اسم جنس يكمل معنى المنعوت، نحو قولك: (هذا الرجل كل الرجل) وقولك: (هذا صديق جد وفي) وقولك: (أنت الصديق حق الصديق):

ومما يتصل بهذا الموضوع ما نبينه لك من أن الاسم ينقسم - من جهة وقوعه نعتا أو منعوتا - إلى أربعة أقسام.

الأول: ما يقع نعتا حينا ويقع منعوتا حينا آخر، وذلك اسم الإشارة، فمثال وقوعه نعتا أن تقول: (رأيت زيدا هذا) كما سبق بيانه، ومثال وقوعه منعوتا أن تقول: (مررت بهذا الرجل) ولا ينعت اسم الإشارة إلا باسم مقترن بأل.

الثاني: ما لا يقع نعتا ولا يقع منعوتا أصلا، وذلك الضمير مطلقا، نعني سواء أكان ضمير متكلم أم كان ضمير مخاطب أم كان ضمير غائب.

الثالث: ما يقع منعوتا أحيانا ولا يقع نعتا أصلا، وذلك العلم، فمثال وقوعه منعوتا أن تقول: (مررت بزيد العاقل).

الرابع: ما يقع نعتا أحيانا ولا يقع منعوتا أصلا، وذلك لفظ (أي) وقد علمت أن منعوتها يكون نكرة وأنه يجب أن تضاف إلى نكرة تماثل المنعوت معنى، فمثال وقوعها نعتا أن تقول: (لقيت رجلا أي رجل).

(١) سورة البقرة، الآية: ٢٨١.

[٣٩٣] - هذا صدر بيت من الكامل، وقد نسب هذا الشاهد في كتاب سيبويه إلى رجل من بني سلول، ولم يعينه أحد، وقد ذكر الأصمعي في كتابه الأصمعيات خمسة أبيات هذا =