[فصل: الأشياء التي ينعت بها أربعة:]
  صاحب، وأسماء النّسب، تقول: (مررت بزيد هذا) و (برجل ذي مال) و (برجل دمشقيّ) لأن معناها الحاضر، وصاحب مال، ومنسوب إلى دمشق.
[الثالث مما ينعت به الجملة، وللنعت بها ثلاثة شروط]
  الثالث: الجملة، وللنّعت بها ثلاثة شروط: شرط في المنعوت، وهو أن يكون نكرة إما لفظا ومعنى نحو: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}(١) أو معنى لا لفظا، وهو المعرّف بأل الجنسية، كقوله:
  [٣٩٣] -
  ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني
= (اتخذت صاحبا أي صاحب) أو (اتخذت صاحبا أي صديق).
الخامس: لفظ (رجل) بشرط أن يتضمن معنى كامل أو يضاف إلى لفظ (صدق) أو لفظ (سوء) نحو قولك (هذا رجل رجل صدق) وقولك: (هذا رجل رجل سوء).
السادس: لفظ (كل) أو لفظ (جد) بكسر الجيم وتشديد الدال - أو لفظ (حق) بشرط أن يضاف كل واحد منها إلى اسم جنس يكمل معنى المنعوت، نحو قولك: (هذا الرجل كل الرجل) وقولك: (هذا صديق جد وفي) وقولك: (أنت الصديق حق الصديق):
ومما يتصل بهذا الموضوع ما نبينه لك من أن الاسم ينقسم - من جهة وقوعه نعتا أو منعوتا - إلى أربعة أقسام.
الأول: ما يقع نعتا حينا ويقع منعوتا حينا آخر، وذلك اسم الإشارة، فمثال وقوعه نعتا أن تقول: (رأيت زيدا هذا) كما سبق بيانه، ومثال وقوعه منعوتا أن تقول: (مررت بهذا الرجل) ولا ينعت اسم الإشارة إلا باسم مقترن بأل.
الثاني: ما لا يقع نعتا ولا يقع منعوتا أصلا، وذلك الضمير مطلقا، نعني سواء أكان ضمير متكلم أم كان ضمير مخاطب أم كان ضمير غائب.
الثالث: ما يقع منعوتا أحيانا ولا يقع نعتا أصلا، وذلك العلم، فمثال وقوعه منعوتا أن تقول: (مررت بزيد العاقل).
الرابع: ما يقع نعتا أحيانا ولا يقع منعوتا أصلا، وذلك لفظ (أي) وقد علمت أن منعوتها يكون نكرة وأنه يجب أن تضاف إلى نكرة تماثل المنعوت معنى، فمثال وقوعها نعتا أن تقول: (لقيت رجلا أي رجل).
(١) سورة البقرة، الآية: ٢٨١.
[٣٩٣] - هذا صدر بيت من الكامل، وقد نسب هذا الشاهد في كتاب سيبويه إلى رجل من بني سلول، ولم يعينه أحد، وقد ذكر الأصمعي في كتابه الأصمعيات خمسة أبيات هذا =