أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الأشياء التي ينعت بها أربعة:]

صفحة 274 - الجزء 3


= صدر ثالثها، وعجزه قوله:

فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني

ونسبها إلى شمير بن عمرو الحنفي (انظر الأصمعيات ص ٧٤ طبع ليبسك سنة ١٩٠٤ م).

اللغة: (اللئيم) هو الشحيح الدنيء النفس الخبيث الطباع (يعنيني) يقصدني، وهو مبني للمعلوم، بخلاف عني يعنى بمعنى اهتم يهتم فإنه مبني للمجهول لزوما، تقول: عني فلان بحاجتي، وهو معنيّ بها.

الإعراب: (لقد) اللام موطئة للقسم حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، قد: حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أمر) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (على) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (اللئيم) مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله أمر (يسبني) يسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اللئيم، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب، وجملة الفعل المضارع وفاعله المستتر فيه ومفعوله في محل جر صفة للئيم (فمضيت) الفاء حرف عطف، مضى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع (ثمت) ثم:

حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء لتأنيث اللفظ (قلت) فعل ماض وفاعله (لا يعنيني) لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، يعني: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل نصب مفعول القول.

الشاهد فيه: قوله: (اللئيم يسبني) حيث وقعت الجملة، وهي يسبني، نعتا للمعرفة وهو قوله اللئيم، وإنما ساغ ذلك لأنه - وإن كان معرفة في اللفظ - نكرة في المعنى؛ لأن (أل) المقترنة به جنسية، وزعم ابن عقيل أنه يجوز في هذا البيت أن تكون الجملة حالا كالأصل في الجملة الواقعة بعد المعرفة، والمعنى يأبى ذلك، فإن الشاعر لم يقصد أنه يمر به في حال كونه يسبه، وإنما أراد أنه يمر على اللئيم الذي من ديدنه وشيمته وسجيته أنه يقع فيه.