[التوكيد ضربان]
هذا باب التوكيد
[التوكيد ضربان]
  وهو ضربان: لفظيّ وسيأتي، ومعنويّ وله سبعة ألفاظ(١):
  الأوّل والثاني: النّفس والعين، ويؤكّد بهما لرفع المجاز عن الذّات(٢)، تقول،
= وإن كانت النعوت جملا فللنحاة فيها اختلاف، فذهب الجمهور إلى أن حكمها جواز عطف بعضها على بعض كالمفردات، وحكى الواحدي عن قوم أنهم يوجبون العطف في الجمل، نحو قولك (هذا رجل يحفظ القرآن، ويتقن الفقه، ويشارك في علوم اللسان).
وإذا تقدم النعت على المنعوت فإما أن يكونا معرفتين وإما أن يكونا نكرتين.
فإن كانا معرفتين وكان النعت صالحا لمباشرة العامل صح الكلام وجعل المنعوت المتأخر بدلا من النعت المتقدم، نحو قولك (هذا العاقل زيد) ومنه قول اللّه تعالى:
{إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ} فيمن قرأ بكسر لفظ الجلالة.
وإن كانا نكرتين وجب نصب النعت المتقدم على أنه حال من المنعوت المتأخر، ومن ذلك قول الشاعر:
لميّة موحشا طلل ... يلوح كأنّه خلل
وإذا اختلفت النعوت فكان بعضها مفردا وبعضها ظرفا وبعضها جملة، فالأكثر أن يقدم النعت المفرد على الظرف وأن يقدم النعت الظرف على الجملة، نحو قولك (زارنا رجل فاضل على فرس يحمل لنا أخبارا سارة).
(١) لما كانت ألفاظ التوكيد المعنوي محصورة لم يحتج النحاة إلى تعريفه، لكن يرد على هذا الحصر أنه قد يقال (زارني القوم ثلاثتهم) أو يقال (أما القوم فقد زاروني ثلاثتهم) برفع ثلاثتهم في المثالين على أنه توكيد، ولم يذكر المؤلف ولا غيره من النحاة - حين يعدون ألفاظ التوكيد المعنوي - لفظ (ثلاثة) وأخواته، وعلى هذا يكون قول المؤلف (وله سبعة ألفاظ) غير سديد.
والجواب عن هذا أنهم - حين يعدون ألفاظ التوكيد المعنوي - إنما يذكرون الألفاظ التي اشتهر استعمالها في هذا المعنى، فلا ينافي أن هناك ألفاظا غيرها تستعمل أحيانا في التوكيد المعنوي، ولكنها لم تشتهر، ثم إن هذين المثالين اللذين ذكرتهما لك يجوز في كل واحد منهما نصب (ثلاثتهم) على أنه حال.
(٢) الذي يدل عليه صنيع المؤلف أنه قد أراد من قوله (المجاز عن الذات) استعمال اللفظ =