أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[وكذلك التوكيد بعامة]

صفحة 296 - الجزء 3

  فتقول (اشتريت العبد عامّته) كما قال تعالى: {وَيَعْقُوبَ نافِلَةً}⁣(⁣١).

[وكذلك التوكيد بعامة]

  فصل: ويجوز - إذا أريد تقوية التوكيد - أن تتبع كلّه بأجمع، وكلّها بجمعاء، وكلهم بأجمعين، وكلهنّ بجمع، قال اللّه تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}⁣(⁣٢).

  وقد يؤكّد بهن وإن لم يتقّدم كل، نحو: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}⁣(⁣٣) {لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ}⁣(⁣٤)، ولا يجوز تثنية أجمع ولا جمعاء استغناء بكلا وكلتا، كما استغنوا بتثنية سيّ عن تثنية سواء، وأجاز الكوفيون والأخفش ذلك؛ فتقول (جاءني الزيدان أجمعان) و (الهندان جمعاوان).

  وإذا لم يفد توكيد النكرة لم يجز باتفاق، وإن أفاد جاز عند الكوفيين، وهو الصحيح، وتحصل الفائدة بأن يكون المؤكّد محدودا والتوكيد من ألفاظ الإحاطة، ك (اعتكفت أسبوعا كلّه) وقوله:

  [٤٠٢] -

  يا ليت عدّة حول كلّه رجب


= التاء في لفظ (نافلة) يؤتى بها مع المذكر ومع المؤنث، وليس ذكره استدراكا على النحاة.

الأمر الثاني: أن اعتبار لفظ (عامة) بمعنى جميع ومجيئه توكيدا هو مذهب سيبويه إمام النحاة، وذهب أبو العباس المبرد إلى أن معنى (عامتهم) في قولك (جاء القوم عامتهم) هو أكثرهم، وليس معناه جميعهم، وعلى هذا يكون هذا اللفظ بدل بعض من كل، ويكون ذكره في الكلام لتخصيص الجائين بكونهم أكثر القوم، بخلافه على مذهب سيبويه فإن ذكره عنده للتعميم.

(١) سورة الأنبياء، الآية: ٧٢.

(٢) سورة الحجر، الآية: ٣٠.

(٣) سورة ص، الآية: ٨٣.

(٤) سورة الحجر، الآية: ٤٣.

[٤٠٢] - هذا الشاهد من كلام عبد اللّه بن مسلم بن جندب، الهذلي، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:

لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب

=