أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[وكذلك التوكيد بعامة]

صفحة 297 - الجزء 3


= وهكذا يروي النحاة عجز البيت، والصواب أنه بنصب (رجب) لأنه من قصيدة منصوبة الروي، ومطلعها:

يا للرّجال ليوم الأربعاء، أما ... ينفكّ يحدث لي بعد النّهى طربا

اللغة: (شاقه) أعجبه، أو بعث الشوق إلى نفسه، ويدل للمعنى الأول قول الشاعر (وهو الشاهد رقم ٣٤٢ الماضي).

صريع غوان شاقهنّ وشقنه ... لدن شبّ حتّى شاب سود الذّوائب

(حول) بفتح الحاء وسكون الواو - هو العام، وأنشده ابن الناظم تبعا لوالده (يا ليت عدة شهر) وقال الشيخ خالد تبعا للمؤلف هنا: هو تحريف يفسد المعنى؛ لأنه لا يتصور أن يتمنى أن يكون الشهر كله رجبا، فإن الشهر الواحد لا يكون بعضه رجبا وبعضه غير رجب حتى يتمنى أن يكون كله رجبا، ولكن الشاعر يتمنى أن تكون شهوره كلها رجبا.

ومما يسأل ههنا: هل (رجب) منصرف أو ممنوع من الصرف؟ وقد ذكر سعد الدين التفتازاني في حاشيته على تفسير الكشاف أنه إذا أريد برجب - ومثله صفر - معين فإنهما ممنوعان من الصرف، وإذا أريد بهما غير معين فهما مصروفان.

ويسأل - بعد ذلك - عن علة منعهما من الصرف، والجواب عن ذلك أن العلماء سلكوا في بيان العلة مسلكين، أولهما أن علة منعهما من الصرف العلمية والعدل عن الرجب والصفر المقترنين بأل، كما أن (سحر) المراد به معين ممنوع من الصرف للعدل عن السحر، والمسلك الثاني أن المانع من الصرف لرجب ولصفر هو العلمية والتأنيث المعنوي لكونهما عبارة عن مدة من الزمان معينة.

الإعراب: (لكنه) لكن: حرف استدراك ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والضمير اسمه مبني على الضم في محل نصب (شاقه) شاق: فعل ماض، وضمير الغائب مفعول به (أن) حرف مصدري (قيل) فعل ماض مبني للمجهول (ذا) اسم إشارة مبتدأ (رجب) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع نائب فاعل قيل، وأن المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع فاعل شاق، وجملة شاق وفاعله في محل رفع خبر لكن (يا) حرف نداء والمنادى محذوف، أو حرف تنبيه (ليت) حرف تمن ونصب (عدة) اسم ليت منصوب بالفتحة الظاهرة، وعدة مضاف و (حول) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (كله) كل: توكيد لحول مجرور بالكسرة الظاهرة، وكل مضاف وضمير الغائب العائد إلى الحول مضاف =