[فصل: توكيد الضمير بالنفس أو بالعين]
  ومن أنشد (شهر) مكان حول فقد حرّفه، ولا يجوز (صمت زمنا كلّه) ولا (شهرا نفسه).
[فصل: توكيد الضمير بالنفس أو بالعين]
  فصل: وإذا أكّد ضمير مرفوع متصل، بالنّفس أو بالعين، وجب توكيده أولا بالضمير المنفصل، نحو: (قوموا أنتم أنفسكم) بخلاف (قام الزّيدون أنفسهم)(١) فيمتنع الضمير، وبخلاف (ضربتهم أنفسهم)، و (مررت بهم أنفسهم)(٢)، و (قاموا كلّهم)(٣)، فالضمير حائز لا واجب.
[التوكيد اللفظي]
  وأما التوكيد اللفظي فهو: اللفظ المكرر به ما قبله.
= أكثره وأنه جعل أكثر الشهر شهرا لأن الأكثر يعطى حكم الجميع؟ ففي قوله هذا احتمال لكل واحد من هذين الوجهين، فإذا قال لك (صمت شهرا كله) فقد رفع بلفظ (كله).
احتمال أنه أطلق اللفظ الدال على الكل وأراد به أكثر هذا الكل، وصار كلامه نصا في مقصوده غير محتمل إلا وجها واحدا، قال ابن مالك في تأييد مذهب الكوفيين في هذه المسألة (فلو لم ينقل استعماله عن العرب لكان جديرا بأن يستعمل قياسا، فكيف به واستعماله ثابت - ثم ذكر ما أثرناه لك آنفا من الشواهد) اه كلامه.
(١) المؤكد في هذا المثال اسم ظاهر، وهو الزيدون، فلا يؤكد بالضمير المنفصل قبل التأكيد بالنفس أو بالعين، لأن الضمير لا يؤكد الاسم الظاهر، لكون الضمير أعرف من الاسم الظاهر.
(٢) المؤكد في هذين المثالين ضمير غير ضمير الرفع، فإنه في أول المثالين منصوب المحل على المفعولية وفي المثال الثاني مجرور المحل بالباء، ومن أجل ذلك لا يلزم توكيده بالضمير المنفصل قبل توكيده بالنفس أو بالعين، لكنه مع ذلك لا يمتنع توكيده، فيجوز أن نقول (ضربتهم هم أنفسهم) وأن تقول (مررت بهم هم أنفسهم) كما قلت (ضربتهم أنفسهم، ومررت بهم أنفسهم).
(٣) التوكيد في هذا المثال بلفظ (كل) لا بالنفس أو العين. فلا يلزم توكيد الضمير المتصل المؤكد بكل هذه بالضمير المنفصل، لكنه ليس يمتنع أيضا، فيجوز أن تقول (قاموا هم كلهم) كما قلت (قاموا كلهم).