هذا باب التوكيد
  [٤٠٧] -
  ولا للمابهم أبدا دواء
  لكون الحرف على حرف واحد.
= في الشذوذ من قول الشاعر في الشاهد السابق (إن إن الكريم) لأن الراجز في هذا الشاهد قد فصل بين الحرفين بالواو، ولم يفصل هناك بشيء أصلا.
[٤٠٧] - هذا الشاهد من كلام لمسلم بن معبد الوالبي، وقال الشيخ خالد (لرجل من بني أسد) ولم يعينه، ومسلم أسدي، والبيت من قصيدة طويلة ذكرها البغدادي في شرح الشاهد (١٣٤) من الخزانة، وما أنشده المؤلف ههنا هو عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
فلا واللّه لا يلفى لما بي
قال البغدادي: قال أبو محمد الأسود الأعرابي في ضالة الأديب: كان السبب في هذه القصيدة أن مسلما كان غائبا فكتبت إبله للمصدق - أي لعامل الزكاة - وكان رقيع، وهو عمارة بن عبيد الوالبي، عريفا؛ فظن مسلم أن رقيعا أغراه، وكان مسلم ابن أخت رقيع وابن عمه فقال:
بكت إبلي، وحقّ لها البكاء ... وفرّقها المظالم والعداء
اللغة: (يلفى) مضارع مبني للمجهول ماضيه المبني للمعلوم (ألفي) ومعناه وجد (لما بي) أراد للذي بي من الموجدة والحنق عليهم (للما بهم) أراد للذي بهم من الحقد والضغينة وحسيكة الصدور (دواء) أصل الدواء ما يعالج به، وأراد به ههنا ما يتدارك به تفاقم الخطب ويتلافى به ما بينهم حتى تمكن إزالة الأحقاد والضغائن والترات.
المعنى: يريد أنه لا يمكن أن يحدث بينه وبين هؤلاء القوم تصاف ومودة؛ لأنه لا علاج لما امتلأت به قلوب كل فريق منهم من الأحقاد والضغائن.
الإعراب: (فلا) الفاء حرف عطف، ولا: حرف نفي (واللّه) الواو حرف قسم وجر، واسم الجلالة مجرور به، والجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف (لا) نافية (يلفى) فعل مضارع مبني للمجهول (لما بي) اللام حرف جر، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلق بقوله يلفى، وبي: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول (ولا) الواو حرف عطف، لا: حرف زائد لتأكيد النفي (للما بهم) اللام الأولى حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، واللام الثانية توكيد للام الأولى، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام الأولى، وبهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة، والجار والمجرور الذي هو (للما) معطوف بالواو على الجار والمجرور الأول الذي هو (لما بي) وقوله: =