أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يصح في عطف البيان أن يعرب بدل كل من كل، وشرط ذلك]

صفحة 312 - الجزء 3

  [٤١٠] -

  أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا


[٤١٠] - هذا الشاهد من كلام طالب بن أبي طالب بن عبد المطلب، أخي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وابن عم النبي ، وكلمته التي منها هذا الشاهد يقولها في مدح الرسول والبكاء على من قتل يوم بدر من قريش، وقد رواها ابن هشام في السيرة (ج ٢ ص ٦٢ طبع بولاق) وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، ويروي النحاة عجزه هكذا:

أعيذكما باللّه أن تحدثا حربا

وقد رواه في السيرة هكذا:

فدى لكما لا تبعثوا بيننا حربا

اللغة: (عبد شمس) فصيلة من قريش منهم بنو أمية (نوفل) فصيلة أخرى من قريش (أعيذكما باللّه) أراد ألجأ إلى اللّه من أجلكما لئلا يقع بينكما من الشقاق ما لا قبل لنا بدفعه، أو أحصنكما باللّه وأجعلكما في كنفه ورعايته مخافة ذلك.

الإعراب: (أيا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أخوينا) منادى منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا المكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وهو مضاف ونا: مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (عبد) عطف بيان على أخوينا منصوب بالفتحة الظاهرة، وعبد مضاف و (شمس) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (ونوفلا) الواو حرف عطف، نوفلا: معطوف على عبد شمس، والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (أعيذكما) أعيذ: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير المخاطبين مفعول به (باللّه) جار ومجرور متعلق بقوله أعيذ (أن) حرف مصدري ونصب (تحدثا) فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون، وألف الاثنين فاعله (حربا) مفعول به لتحدثا، وأن المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلق بأعيذ، وتقدير الكلام: أعيذكما باللّه من إحدائكما حربا.

الشاهد فيه: قوله: (عبد شمس ونوفلا) فإنه يتعين فيهما أن يكون (عبد شمس) عطف بيان على قوله: (أخوينا) ويكون (نوفلا) معطوفا عطف نسق بالواو على عبد شمس، ولا يجوز فيهما أن يكون (عبد شمس) بدلا؛ إذ لو كان بدلا والبدل على نية تكرار العامل وعطف النسق كالمعطوف عليه لوجب أن يأخذ كل واحد من (عبد شمس) و (نوفل) ما يستحقه من الإعراب لو كان منادى مستقلا؛ ولا يتم ذلك في نوفل؛ لأنه مفرد علم؛ فكان يستحق البناء على الضم، والرواية في البيت بنصبه لا غير. =