هذا باب العطف
  وقوله:
  [٤١١] -
  أنا ابن التّارك البكريّ بشر
  وتجوز البدليّة في هذا عند الفرّاء؛ لإجازته (الضّارب زيد)، وليس بمرضيّ.
= وهذا يحتاج إلى بيان ييسر عليك فهم ما ألقيناه إليك، وذلك أن (أخوينا) منادى كما هو واضح، و (عبد شمس) تابع لذلك المنادى، و (نوفل) تابع لتابع المنادى، وحكم تابع المنادى إذا كان عطف بيان أن يتبع بالنصب، إما على محل المنادى أو لفظه، وإذا كان بدلا أن يعامل معاملة المنادى المستقل، بسبب كون البدل على نية تكرار العامل، فكأنه مسبوق بحرف نداء، وأنت لو اعتبرت (عبد شمس) بدلا صح فيه نفسه، ولكنه لم يصح في المنسوق عليه لأنه مفرد علم فكان يجب أن يضم، وقد جاء منصوبا، فلما لم يتم جعل (نوفلا) بدلا التزمنا في عبد شمس ألا يكون بدلا أيضا.
[٤١١] - هذا الشاهد من كلام المرار بن سعيد بن نضلة بن الأشتر الفقعسي، من كلام يفتخر فيه بأن جده خالد بن نضلة قتل بشر بن عمرو بن مرثد زوج الخرنق أخت طرفة بن العبد البكري، وكان مقتل بشر في يوم القلاب (انظر شرح الشاهد ٣٩٦ السابق)، وما ذكره المؤلف ههنا هو صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:
عليه الطّير ترقبه وقوعا
ويروي بعض العلماء (تركبه).
اللغة: (التارك) اسم فاعل من (ترك) بمعنى صير (البكري) هو المنسوب إلى بكر بن وائل، وهي قبيلة مشهورة منها جساس بن مرة قاتل كليب بن وائل، وبكر ابنة عم تغلب (ترقبه) تنتظره وتترقب خروج روحه (وقوعا) يقال: هو جمع واقع الذي هو اسم فاعل فعله (وقع الطائر ونحوه) إذا هبط إلى الأرض، ويقال: هو مصدر ذلك الفعل.
المعنى: وصف هذا الشاعر نفسه بأنه ابن رجل قتل بشر بن عمرو بن مرثد البكري زوج الخرنق أخت طرفة بن العبد البكري لأمه (انظر لمعرفة نسبها شرح الشاهد رقم ٣٩٦) وأن جده ترك هذا البكري مجندلا في العراء وقد وقعت عليه الطير تنتظر خروج روحه لتنهش لحمه، يريد أنه شجاع من نسل شجعان.
الإعراب: (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (ابن) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، و (التارك) مضاف إليه، والتارك مضاف و (البكري) مضاف إليه، وساغت =