[تعريفه]
هذا باب عطف النسق(١)
[تعريفه]
  وهو (تابع يتوسّط بينه وبين متبوعه أحد الأحرف الآتي ذكرها)(٢).
= إضافة الاسم المحلى بأل لكون هذا المضاف وصفا، ألا ترى أنه اسم فاعل، ولكون المضاف إليه مقترنا بأل (بشر) عطف بيان على البكري مجرور بالكسرة الظاهرة (عليه) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (الطير) مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب مفعول ثان للتارك، ومفعوله الأول هو قوله البكري الذي وقع مضافا إليه (ترقبه) ترقب: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الطير، وضمير الغائب العائد إلى البكري مفعول به لترقب مبني على الضم في محل نصب (وقوعا) حال من الضمير المستتر في ترقب.
الشاهد فيه: قوله: (البكري بشر) حيث يتعين في بشر أن يكون عطف بيان، ولا يجوز أن يكون بدلا؛ لأنه لو كان بدلا والبدل على نية تكرار العامل للزم أن يصح أن يضاف قوله التارك إلى قوله بشر؛ فيلزم عليه إضافة الاسم المقترن بأل إلى اسم مجرد منها ومن الإضافة إلى المقترن بها أو إلى ضميره، وذلك لا يجوز كما تقدم في باب الإضافة، نعم قد جوز الفراء إضافة الوصف المقترن بأل إلى الاسم العلم، فعلى مذهبه يجوز أن يكون قوله: (بشر) في هذا البيت بدلا، ولكن هذا مذهب غير مقبول، ولذلك قال الناظم:
وليس أن يبدل بالمرضيّ
(١) قد بينا لك فيما مضى معنى العطف لغة، والغرض الآن بيان معنى (النسق) لغة، فاعلم أن النسق - بفتح النون والسين جميعا - وصف كبطل وحسن، يقال (ثغر نسق) إذا كانت أسنانه مستوية، ويقال (خرز نسق) إذا كان منتظما، ويقال (كلام نسق) إذا جاء على نظام واحد، أما النسق - بفتح النون وسكون السين - فهو مصدر قولك: (نسقت الكلام) إذا كنت قد عطفت بعضه على بعض، ولم يقل النحاة في تسمية هذا النوع من التوابع إلا بفتح النون والسين جميعا، وكأنهم أخذوه من قولهم (كلام نسق) أي على نظام واحد، والنظام الواحد - في قصدهم - هو علامات الإعراب التي يشترك فيها المعطوف والمعطوف عليه، وسيبويه يسميه كثيرا (باب الشركة) لذلك المعنى.
(٢) أما قوله: (تابع) فهو جنس في التعريف يشمل كل أنواع التوابع، وأما قوله: (يتوسط بينه وبين متبوعه) فإنه فصل يخرج به جميع أنواع التوابع، وتخصيص الأحرف بالآتي =