[تعريفه]
  وهي نوعان: ما يقتضي التّشريك في اللّفظ والمعنى، إما مطلقا، وهو الواو والفاء و (ثمّ) و (حتى)(١)، وإمّا مقيّدا، وهو (أو) و (أم)(٢)؛ فشرطهما أن لا يقتضيا إضرابا، وما يقتضي التشريك في اللفظ دون المعنى، إما لكونه يثبت لما بعد ما انتفى عمّا قبله، وهو (بل) عند الجميع، و (لكن) عند سيبويه وموافقيه(٣)، وإمّا لكونه بالعكس، وهو (لا) عند الجميع، و (ليس) عند البغداديين، كقوله:
  [٤١٢] -
  إنّما يجزي الفتى ليس الجمل
= ذكرها للاحتراز عن عطف البيان حين يتوسط بينه وبين متبوعه (أي) نحو قولك (لقيت الغضنفر أي الأسد) فإن (أي) في هذه العبارة حرف تفسير، وقولك (الأسد) عطف بيان بالأجلي، وهذا كله مذهب البصريين، وليس في العربية عندهم عطف بيان يتوسط بينه وبين متبوعه حرف إلا هذا النوع، وقد ذهب الكوفيون إلى أن (أي) حرف عطف كسائر الحروف؛ فمدخولها عندهم عطف نسق.
(١) خالف في (حتى) الكوفيون؛ فعندهم لا يكون حتى حرف عطف، بل هو حرف ابتداء دائما، ويقدرون لما بعده عاملا مثل العامل فيما قبله تتم به الجملة، فنحو (قدم الحجاج حتى المشاة) تقديره عندهم: قدم الحجاج حتى قدم المشاة.
(٢) ذهب أبو عبيدة إلى أن (أم) حرف استفهام كالهمزة، فإذا قلت (أقادم أبوك أم أخوك) فأخوك عنده ليس معطوفا على السابق، بل هو مبتدأ خبره محذوف، وتقدير الكلام عنده: أقادم أبوك أم أخوك قادم، وتقدر في النصب والجر عاملا مناسبا.
(٣) ذهب يونس إلى أن (لكن) حرف استدراك، ولا تكون حرف عطف، وتأتي الواو قبلها عند إرادة العطف، فتكون هذه الواو عاطفة لمفرد على مفرد، وارتضى ذلك ابن مالك في التسهيل، ثم القائلون بأنها حرف عطف اختلفوا على ثلاثة أقوال: أولها مذهب الفارسي وأكثر النحويين أنها تكون عاطفة بشرط ألا تتقدمها الواو، وثانيها - هو تصحيح ابن عصفور وعليه يحمل كلام سيبويه والأخفش - هي عاطفة، ولكنها لا تستعمل إلا مع الواو، وهذه الواو زائدة عند هؤلاء، وثالثها هي عاطفة تقدمتها الواو أو لم تتقدمها، وهو مذهب ابن كيسان.
[٤١٢] - هذا الشاهد من كلام لبيد بن ربيعة العامري، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الرمل، وصدره قوله: =