هذا باب عطف النسق
=
وإذا أقرضت قرضا فاجزه
اللغة: (أقرضت قرضا) يريد إذا أسلف إليك إنسان يدا أو صنع معك معروفا أو قدم لك معونة (فاجزه) يريد كافئ هذا المعروف بصنع معروف مثله أو خير منه (الفتى) أراد به الإنسان (الجمل) أراد به الحيوان المعروف، وقد يكون أراد بالفتى الشاب الذي في طراءة الشباب وقوته، وأراد بالجمل الرجل الهمّ الذي تقدمت به السن وقعدت به عن احتمال المشاق.
الإعراب: (إذا) ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب (أقرضت) أقرض: فعل ماض مبني للمجهول، وتاء المخاطب نائب فاعله مبني على الفتح في محل رفع (قرضا) مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة الفعل الماضي المبني للمجهول ونائب فاعله في محل جر بإضافة إذا إليها (فاجزه) الفاء واقعة في جواب إذا حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، اجز: فعل أمر مبني على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وضمير الغائب العائد إلى القرض مفعول به، وجملة فعل الأمر وفاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب جواب إذا غير الجازمة (إنما) أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يجزي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل (الفتى) فاعل يجزي مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (ليس) حرف عطف ينفي عما بعده ما ثبت لما قبله مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (الجمل) معطوف على الفتى مرفوع بالضمة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله: (ليس الجمل) حيث أتى بليس حرف عطف لينفي عما بعده صنع الجزاء الذي ثبت لما قبله وهو الفتى.
والقول بأن ليس يأتي حرف عطف هو قول البغداديين كما ذكره المؤلف، تبعا لابن عصفور، ونقله أبو جعفر النحاس وابن بابشاذ عن الكوفيين، وجرى عليه الناظم في كتابه التسهيل.
ونظر هذا البيت قول نفيل بن حبيب الخثعمي، على ما ذكره ابن هشام في السيرة:
أين المفرّ والإله الطّالب ... والأشرم المغلوب ليس الغالب
وهو بيت يقوله نفيل في قصة أصحاب الفيل.
والذين منعوا مجيء (ليس) حرف عطف يخرجون بيت الشاهد على أن ليس فيه فعل =