هذا باب النكرة والمعرفة
  وتقول: «ما أفقرني إلى عفو اللّه» و «ما أحسنني إن اتّقيت اللّه»، وقال بعضهم:
  «عليه رجلا ليسني» أي: ليلزم رجلا غيري، وأما تجويز الكوفي «ما أحسني»، فمبنيّ على قوله إن «أحسن» ونحوه اسم، وأما قوله:
  [٣١] -
  إذ ذهب القوم الكرام ليسي
= تمل الندامى وقت مجاوزتهم إياي «فإنني» الفاء حرف دال على التعليل، إن: حرف توكيد ونصب، والنون نون الوقاية، وياء المتكلم اسم إن مبني على السكون في محل نصب «بكل» جار ومجرور متعلق بقوله مولع الآتي، وكل مضاف و «الذي» اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون في محل جر «يهوى» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «نديمي» نديم: فاعل يهوى مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ونديم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر، والجملة من الفعل المضارع وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الاسم الموصول وهو الذي، والعائد من جملة الصلة إلى الاسم الموصول ضمير منصوب المحل بقوله يهوى، وتقدير الكلام: بكل الذي يهواه نديمي «مولع» خبر إن، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «ما عداني» فإن «عدا» في هذه العبارة فعل ماض، بدليل تقدم «ما» المصدرية الظرفية عليه، ولهذا دخلت عليه نون الوقاية حين اتصلت به ياء المتكلم.
[٣١] - هذا بيت من مشطور الرجز، وقد نسب جماعة منهم ابن منظور في اللسان هذا البيت لرؤبة بن العجاج، وهو موجود في زيادات الديوان، وليس موجودا في أصله، وقبله قوله:
عددت قومي كعديد الطّيس
اللغة: «عديد» العديد كالعدد، يقال: هؤلاء قوم عديد الثرى، والمعنى أنهم عدد الثرى، والمراد كثرتهم وأنهم فوق العد «الطيس» قال قوم: كل من على ظهر الأرض من الأنام فهو من الطيس، وقال بعضهم: بل هو كل خلق كثير النسل نحو النمل والذباب والهوام، وقال قوم: الطيس هو الكثير من الرمل «ليسي» أراد غيري، استثنى نفسه من القوم الكرام الذين ذهبوا.
المعنى: يفخر بقومه، ويتحسر على ذهابهم، فيقول: عهدي بقومي الكرام الكثير عددهم حاصل، إذ ذهبوا إلّا إياي فإني بقيت بعدهم خلفا عنهم. وقد يكون المعنى:
إني أرى قوما كثيري العدد كثرة الرمل، ولكني لا أجد فيهم كريما، فقد ذهب من عداي =