هذا باب عطف النسق
  زيد وعمرو) و (تضارب زيد وعمرو) و (اصطفّ زيد وعمرو) و (جلست بين زيد وعمرو) إذ الاختصام والتضارب والاصطفاف والبينيّة من المعاني النّسبيّة التي لا تقوم إلا باثنين فصاعدا، ومن هنا قال الأصمعي: الصّواب أن يقال:
  [٤١٣] -
  بين الدّخول وحومل
= فقد كان من حقه أن يقول: فقدان مثل المحمدين - بالتثنية - ومثال ما كان حقه الجمع قول أبي نواس:
أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ... ويوما له يوم التّرحّل خامس
فقد كان الأصل أن يقول: أقمنا بها ثمانية أيام.
الثاني عشر: عطف العام على الخاص، نحو قوله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ} فإن المؤمنين والمؤمنات أعم ممن دخل بيته مؤمنا، وأما عطف الخاص على العام فيجوز أن يكون بالواو، نحو قوله تعالى:
{حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى} ونحو قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} ويجوز أن يكون بحتى نحو قولك: «مات الناس حتى الأنبياء».
الثالث عشر: امتناع الحكاية مع وجودها، فإذا قال لك قائل «رأيت زيدا» جاز لك أن تقول: «من زيدا» بالحكاية من غير الواو، فإذا جئت بالواو لم تجز الحكاية ووجب أن ترفع زيدا فتقول: «ومن زيد» وفي هذا الموضع نقد حاصله أن الفاء تشارك الواو فيه.
الرابع عشر: العطف في بابي التحذير والإغراء. نحو قوله تعالى: {ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها} ونحو قولك: «المروءة والنجدة».
الخامس عشر: عطف «أي» على مثلها، نحو قول الشاعر:
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن ... أيّي وأيّك فارس الأحزاب
[٤١٣] - هذه كلمة من بيت من الطويل لامرئ القيس بن حجر الكندي هو مطلع معلقته، وهو قوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل
اللغة: (قفا) هو أمر من الوقوف، ويقال: الألف فيه ألف الاثنين؛ لأن من عادة العرب أن يسيروا في رفقة أقل عددها ثلاثة، فإذا تكلم أحدهم كان المخاطب اثنين، وقيل:
الألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة والمخاطب واحد، غير أنه عامل الكلمة في =