أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب عطف النسق

صفحة 320 - الجزء 3


= الوصل كما يعاملها في الوقف (نبك) مضارع مجزوم في جواب الأمر من البكاء، وهو إرسال الدمع، والبكاء يمد ويقصر (ذكرى) بكسر الذال وسكون الكاف - مصدر بمعنى التذكر (حبيب) هو المحبوب، فعيل بمعنى مفعول (سقط اللوى) السقط - بتثليث السين وسكون القاف - منقطع الرمل حيث يستدق طرفه، واللوى - بكسر أوله مقصورا - رمل يتلوى وينحني (الدخول) بفتح الدال - اسم موضع (حومل) بزنة جوهر - اسم موضع أيضا.

المعنى: خاطب رفيقيه، وطلب منهما أن يقفا معه ويتلبثا، ويسعداه بالبكاء وإرسال الدموع، من أجل تذكر حبيب له ومن أجل تذكر منزل كان مألف هواه ومربع لهوه يقع بين هذين الموضعين اللذين هما الدخول وحومل.

الإعراب: (قفا) فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعله (نبك) فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن (من) حرف جر (ذكرى) مجرور بمن، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والجار والمجرور متعلق بنبك، وذكرى مضاف و (حبيب) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (ومنزل) الواو حرف عطف، منزل: معطوف على حبيب (بسقط) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمنزل، وسقط مضاف و (اللوى) مضاف إليه (بين) ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة ثانية لمنزل، وبين مضاف و (الدخول) مضاف إليه (فحومل) الفاء حرف عطف، حومل: معطوف على الدخول.

الشاهد فيه: قوله: (بين الدخول فحومل) ووجه الاستشهاد بهذه العبارة يستدعي أن نقرر لك قاعدتين: أما القاعدة الأولى فهي أن (بين) كلمة واجبة الإضافة، وهي لا تضاف إلا إلى متعدد، سواء أكان تعدده بسبب التثنية أو الجمع أم كان تعدده بسبب العطف؛ فمثال الأول (جلست بين الزيدين) و (جلست بين الأدباء) ومثال الثاني (جلست بين زيد وبكر) وأما القاعدة الثانية فهي: أن أصل وضع الفاء العاطفة على أن تدل على الترتيب بغير مهلة، ومعنى ذلك أن العامل في المعطوف عليه قد وقع معناه عليه أولا، ووقع على المعطوف بعد وقوعه على المعطوف عليه ولكن من غير تراخ في الزمن، وأن الأصل في وضع الواو العاطفة أن تتبادر منها الدلالة على أن العامل قد وقع أثره على المعطوف والمعطوف عليه دفعة واحدة، فإذا قلت: (جلست بين زيد فعمرو) فمعناه أن جلوسك قد تم أولا بين زيد، ثم وقع مرة أخرى بين عمرو، وهذا كلام لا -